لم تعد مشكلة الذين يغادرون الوطن باسم الجهاد مشكلتنا لوحدنا، فقد أصبحت دول كثيرة تعاني من هؤلاء الذين ثارت حمّيتهم أو جنّدهم الذين لهم هوى وتنظيم ومصالح؛ حتى وصلت إلى أوروبا وأمريكا ودول أخرى. كثير من أولئك شباب غُرر بهم وغُسلت أدمغتهم ليخوضوا حروباً ليست حروبهم، في ديار ليست ديارهم. لقد اتخذهم الذين جندوهم وقوداً للحروب والصراعات. يصورونها لهم حرباً مقدسة وجهاداً في سبيل الله. وكم رأينا بعض الذين قبض عليهم في سوريا، من العرب ومن شتى بقاع العالم وهم يحسبون أنهم يقاتلون جيش بشار! أولئك الذين جاؤوا من فرنسا والجزائر ولبنان وغيرها، لم يكونوا يعلمون أنهم لا يقاتلون عدوهم الذي قيل لهم أنهم يقاتلونه، بل يقاتلون الذين يقاتلون نفس عدوهم. لقد جندوهم وخدعوهم. وكم من مآسٍ غير ذلك كان من أفظعها أن يكون أخ شقيق من أب واحد وأم مع مجموعة أو جماعة ويكون الأخ الآخر مع جماعة أخرى معادية أو منافسة؛ ويلتقي الأخوان رافعاً كل واحد منهما سلاحه على شقيقه، بل وفي حالات كفّر أحدهما الآخر وقتل أحدهما أخاه. ما هذا التردي الذي وصل إليه بعض المنتمين إلى الإسلام؟ وما هذه الفتنة والضلال؟ لقد سنّت الدول الغربية قوانين صارمة ضدّ المتورطين في تلك التنظيمات والملتحقين بها في بقاع بعيدة عن أراضيهم وديارهم. وتحسَّبت لعودتهم للأوطان وقد تدرّبوا على القتال، وحمل السلاح، وسفك الدماء، وغُسلت أدمغتهم، وأصابت نفسياتهم آفات الحروب الشنيعة. لا شك عودتهم أشد خطراً على البلدان والمواطنين من خطر ذهابهم أول مرّة، ففي نفوسهم حروب يريدون إشعالها في أوطانهم. فهل نسينا ما فعل "الأفغان العرب" بعد عودتهم؟ m.mashat@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (60) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :