وجهت قاذفات روسية، أمس، ولليوم الثالث على التوالي، ضربة مكثفة جديدة ضد مواقع داعش في سوريا انطلاقاً من الأراضي الإيرانية، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في وقت نفذت الطائرات السورية الروسية غارات كثيفة على مناطق في شمال وشمال غرب البلاد في محاولة لمنع الفصائل المسلحة من إرسال تعزيزات إلى جنوب مدينة حلب، حيث تتواصل المعارك العنيفة منذ أسابيع، في حين قصف الطيران السوري لأول مرة منذ بدء النزاع مناطق تحت سيطرة المقاتلين الأكراد في سوريا، مستهدفاً ستة مواقع على الأقل في مدينة الحسكة، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن تشن الطائرات السورية والروسية عشرات الغارات يومياً على محافظة إدلب وريف حلب الغربي لمنع الفصائل من إرسال تعزيزات إلى مواقعها في جنوب مدينة حلب. وأضاف تضع الفصائل كل قوتها في المعارك في وقت باتت قوات النظام منهكة موضحا أن الغارات التي تشنها الطائرات السورية وكذلك الروسية دعما لقوات النظام لا تبدو فعالة كثيراً باعتبار ان الاشتباكات تتم وجهاً لوجه ومن مسافات قريبة. وتابع لا تتمكن قوات النظام من استعادة المواقع تحت سيطرة الفصائل. وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها أن الغارة التي نفذتها القاذفات أمس استهدفت مواقع لداعش في ريف دير الزور. وهذه هي ثالث غارة تنفذها القاذفات الروسية انطلاقاً من قاعدة همدان الجوية الإيرانية. وتابعت الوزارة أن الغارة أسفرت عن تدمير خمسة مستودعات كبيرة تحوي على أسلحة وذخيرة ومحروقات، إضافة إلى إصابة ستة مراكز قيادة، والقضاء على عدد كبير من المسلحين، وتدمير مرابض مدفعية ومدرعات. من جهة أخرى، ذكر المرصد أن طائرات النظام استهدفت أمس ستة مواقع على الأقل للقوات الكردية في مدينة الحسكة في شمال شرق البلاد، تتوزع بين ثلاثة حواجز وثلاثة مقار لوحدات حماية الشعب الكردية والشرطة التابعة لها الأسايش. وأكد متحدث باسم الإدارة الذاتية الكردية في شمال سوريا، تعرض مواقع كردية في المدينة لضربات جوية من قوات النظام. وكانت اشتباكات عنيفة بين الطرفين دارت منذ ليل الأربعاء في مدينة الحسكة، على خلفية توتر مستمر منذ الثلاثاء اثر تبادل الاتهامات بتنفيذ اعتقالات خلال الأسبوعين الأخيرين وفق المرصد. وتركزت الاشتباكات في حي مرشو في وسط المدينة وحي النشوة في جنوبها، وتسببت بمقتل 11 شخصاً على الأقل وفق مصادر طبية في المدينة. وقال مصدر أمني سوري في الحسكة إن المواجهات توقفت بين القوات الحكومية والأسايش في الحسكة بأمر من القيادة المركزية في دمشق. وأشار إلى أن القوات الحكومية سيطرت على كلية الآداب ومستشفى الأطفال والكهرباء وتحاول التقدم باتجاه الشريعة . وقال محافظ الحسكة المهندس محمد الزعال، إنه تم الاتفاق على وقف اطلاق النار باتجاه التهدئة التامة، وحالياً الأمور سيتم مناقشتها على مستوى المركز وتم توجيه ضربة قاسية لهم، والأمور تسير وفق إرادتنا. لكن وحدات حماية الشعب الكردية قالت في بيان إنها لن تصمت على هجمات الحكومة بما في ذلك ضربات جوية في الحسكة وصفتها بأنها اعتداء سافر. (وكالات)
مشاركة :