المرأة والتنمية - شريفة الشملان

  • 5/21/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

المرأة عندنا كما وضع بعض المؤسسات العربية، دائما تبكي حظها ونصيبها، وأن العالم متسلط عليها ويحسدونها على النعمة التي هي بها، فهي إما جوهرة مكنونة كلّ يغار منها، وملكة مصونة بين خدم وحشم، أو هي مظلومة لأن الرجل ظلمها وأخذ حقوقها، ومعه قضاة لا ينصفون قضاياها، وهي تتطلع لما جاورها من مواطنات خليجيات أخذن حقوقهن بالكامل فنجد الوزيرة والقاضية وكل ما يمكن أن تعمله بدعم خال من التسلط والغيرة من أحد. أن نندب الحظوظ لن يدر علينا فائدة إن لم نبادر بذواتنا لنصرة أنفسنا، لا يكفي أن نرى غيرنا مستمتعا بانجازاته، فنشعر بالغيرة بينما نحن مكانك سر، نحتاج الكثير من الجهد والعمل والصبر، فهذه الإنجازات لم تؤخذ بسهولة كان وراءها سيدات بذلن ورجال ساندوا. إذا قلت إنها شبيهة بالوضع العام فالكثير منا رجالاً ونساء يرى أننا محسودون من قبل شعوب العالم وكأن العالم ليس لديهم شغل في التنمية والعلم والبحث العلمي إلا مراقبتنا وبعث عيونهم لتصيبنا بالحسد، بينما نحن نتقاعس وننتظر أن تصلح أمورنا بذات نفسها. فلا هي تصلح ولا نحن نتقدم. المرأة المواطنة ليست ظالمة ولا مظلومة، لكنها بحاجة لتطوير ذاتها وإمكاناتها سواء بالعمل لتكون على أعلى جودة وبالتالي تستحق الدرجة الأعلى، كذا أدواتها للحصول على الكثير من الحقوق، فيما يخص أسرتها أو عملها والتي كفلها لها الشرع اولاً والنظام الاساسي للحكم المادة الثامنة والعشرون (التي تنص على ان تيسر الدولة مجالات العمل لكل قادر عليه وتسن الانظمة التي تحمي العامل وصاحب العمل) والمادة السادسة والعشرون التي تنص على ان (تحمي الدولة حقوق الانسان وفق الشريعة الاسلامية). لو لم تكن المرأة أحرزت الكثير من النجاحات التي حفزت على الثقة بها وبانجازاتها، لما وصلت لمرتبة نائب وزير، وها نحن نطمح في أن تنال عن جدارة مرتبة وزير، فيكون القرار وصلاحيته من مسؤوليتها الأساسية وتتحمل نتائجها كاملة تماماً كزميلها وأخيها الرجل. من هنا يأتي المحك الحقيقي للمرأة ومدى قدرتها على تحمل ضغوط العمل ونتائجه. عمل المرأة من أجل نفسها هو العمل الذي يأخذها لشاطئ الأمان الوظيفي والحياتي، فالاكتفاء الاقتصادي جزء أساسي من تحكمها بحياتها الخاصة ومنع الحاجة لدفعها للرضوخ والاستسلام. نعم هناك كثير من الحقوق الواضحة والمغيبة، وتلك لا تحصل عليها لا المرأة ولا الرجل باللجوء لغيبيات الحسد وما إليه لكن بالعمل الجاد الذي يمكن أن يعيد للجميع ثقته بنفسه ومن حوله. أبواب العلم الآن مفتوحة على مصراعيها وتعود بين فينة وأخرى الكثير من المبتعثات اللواتي طرقن أبوابا جديدة ومعارف واسعة، لا شك أن تأثيرهن سيكون واضحا في مجالات العمل والبحث، وتطوير الأدوات لعمل المرأة والرجل بالنسبة ذاتها، فالحياة في حركة دائمة، وهذه الدماء الجديدة التي ستمد الحياة بالثقة والعمل، ونحن نتطلع إليها كمكون ذاتي يعود لنا ليحقق من الإنجازات الشيء الكثير ما يعني أن الحقوق التي قد تغيب ستعود مع عودة تدفق الفرص في الإنتاج والجودة والقناعة بمكاسب المرأة، والتي ستستحق عن جدارة مكانة أعلى وصاحبة قرار أكبر، فلا حسد ولا ملكة لكن عمل وبحث وتنمية.

مشاركة :