حروق وأشلاء ممزقة والدماء في كل مكان مشهد يقشعر بدن كل من يشاهده، فتارة يخرج الدم من الوريد وتاره أخري تبتر أحد أقدامه أمام جميع الحاضرين، نظرات تراقب بدهشة شديدة ما يفعله ، توتر وتركيز شديد ودقة ممزوجة بالتأني، إصرار على اظهار المشهد بكامل صورته الحقيقية. فتح الفنان عدنان علبة الالوان الخاصة به ليمزج الألوان في بعضها البعض ليخرج منها لون الدماء والحروق وكأنها حقيقة، ليخطوا بريشته على وجه أحد الاطفال، دقائق معدودة وانتهي من وضع بعض الالوان على وجه الطفل، ليخرج وجهه كأنه سكين شق معالم وجهه ليظهر الدماء الممزوجة بالوجع المصنوع. عدنان أبو يوسف فنان تشكيلي يُجيد فن الخداع السنيمائي (الماكيير) باحترافية خارقة، حتي يكاد من يراها أن يجزم بأنها حقيقية، ليجبرك للإشفاق والحزن على يد مبتورة أو قدم محروقة أو وجه ممزق، لأن ظاهرها مؤلم بشدة وباطنها رسمه خطاها عدنان بريشته السحرية. يقول ابو يوسف (40 عاماً) من سكان خان يونس : منذ صغري ولدى موهبة في الرسم التقليدي، ومع مرور الوقت سعيت جاهداً لتنمية مهاراتي في الرسم حتي وصلت الى مرحلة الاحترام في هذا المجال. ويتابع :فن الخداع السنيمائي كانت وليدة اللحظة، وبمعني اخر لم امارسها إلا بالصدفة عندما طلب مني أحد اصدقائي في أحد الدورات الخاصة بالإسعافات الاولية برسم حروق من الدرجة الثالثة، وطلبت منه بضع ايام لأطلع لو قليلاً على هذا الفن، خاصة انها أول تجربة، موضحاً انه بمجرد اطلاعه قام برسم تلك الحروق على يد أحد المتدربين ليخرج من يده وكأنها محروقة بشكل لا يصدق. ويبين أن  في بداية الامر لم يتوقع ان ينجح في رسمها بشكل مناسب ولكن عندما رأى قدراته الابداعية التي خرجت منه عمل جاهداً على تنمية مهاراته من خلال الاطلاع المستمر على فن الخدع، للرقى بموهبتي وللوصول لدرجة الاحترافية بهذا المجال. ويوضح أن بإمكانية ان يجعل الدماء تسيل بشكل متحرك وكأن الوريد انفجر بالدماء دون إشعارك للحظة أنها خدعة سينمائية، من خلال استخدام بعض الالوان والمواد المساعدة على إظاهرها كأنها مشهد حقيقي. ويضيف أبو يوسف الذي يتقن موهبة الاخراج وكتابة السيناريو وتقليد الاصوات إضافة لموهبة الأساسية الرسم، أن العديد من الجهات طلبتي من أجل المشاركة في انتاج أفلام لاستخدام موهبتي في الخدع السينمائية، موضحاً انه كان مشارك في فيلم الفدائي والروح الذى أنتجته قناة الأقصى الفضائية. ويؤكد انه هناك أحد المخرجين من تركيا تواصل معه من أجل المشاركة في بعض الاعمال الاحترافية، لكن اغلاق المعبر بشكل مستمر أبا ان يحقق رغبة في تطوير موهبته بالسفر على تركيا. ويطمح ابو يوسف بأن يصل في موهبة الخدع السينمائية الى العالمية، وأن يترك بصمته في هذا الفن الذي يميزه عن غيره من الفنانين.