مر على الفترة التي رأت فيها «زرقاء اليمامة»، التي اشتهرت بقوة وحدَّةِ البصر، شجراً يمشى ،سنواتٌ بعيدة أوصلتنا الى زمننا القريب الذي رأى فيه شاعرنا «نزار قباني» شجراً يفكر في الرحيل!! *** • كانت زرقاء بنى نمير التى تعرف بـ «زرقاء اليمامة»، عزيزة فى قومها حيث كانت تستطلع الخلاء المحيط بأرض اليمامة وتنذر قومها بقدوم أي عدو يهدد «اليمامة»، فيستعدون له مبكراً، حيث يفشل الهجوم ويرتدُّ العدو خائباً مدحوراً. حتى خذلها قومها ولم يصدقوها حين حذَّرتهم من الخطر القادم على شكل أشجار تمشي، ورأوا أنها فقدت البصر.. والبصيرة!! • وكان شاعرنا نزار قباني الذي وُصف بـ»شاعر الحب والمرأة»، وغيَّرته هزائم العرب وخيباتهم ليكتب أعنف القصائد السياسية التي تصف حالة العرب، ومن أشهرها قصيدة « متى يعلنون وفاة العرب؟»، و»المهرولون». لكن كلماته وأشعاره ذهبت أدراج الرياح هي أيضاً ورأوا أنه مُبالغ في الحرب قدر مُبالغته في الحب. وخذل العرب أنفسهم قبل أن يخذلوه ويهاجموا حتى وطنيته، وتمنوا لو أنه ظل يعانق النساء بدلاً من أن يعانق الوطن!! *** وهكذا يثبت العرب يوماً بعد آخر أنهم يستمعون لكل شىء إلا النصيحة والكلمة الصادقة. وعندما تعوزهم الحجة يتهمون أصحاب العقل والمنطق بتهم شتى، ومن كان معززاً كريماً عندهم ينصرفون عنه إلى من يزرع في قلوبهم الطمأنينة الكاذبة والوهم الخادع. - لذا رغم أن الخطر يحيط بنا، والعدو موجود حولنا، ومتخفٍّ بيننا.. هناك من يغمض عينيه عمداً مفضلاً الظلام على سطوع الحقيقة..!! #نافذة: [ إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ لأننا ندخُلها.. بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ لأننا ندخلها.. بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ ] نزار قباني nafezah@yahoo.com
مشاركة :