كيفية نمو الشركات الناشئة إلى عمالقة

  • 8/23/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

غالباً ما تكون الشركات الكبيرة محصنة بالكثير من الموظفين والأصول التي تبلغ قيمتها الملايين أو المليارات من الدولارات، ونتيجة لذلك تظن أنها في أمان من المنافسة من قبل الشركات الصغيرة أو الناشئة. ففي كثير من الأحيان تقوم الشركات الكبيرة بتجاهل الشركات الناشئة، معتقدة أن زبائنها مخلصين وسيظلون معها، ولكن الصدمة تكون عندما يبدأ الزبائن بالانتقال إلى الشركات الناشئة التي تقوم بتوفير خدمات جديدة، محسنة وبتكلفة أقل. والأمر الذي يزيد من تعقيد الوضع هو أن الشركات الكبيرة لديها تكاليف عالية لإدارة تشغيلها الناجمة من البيروقراطية في العمل (وهو أمر طبيعي متعلق بحجم الشركة)، أما بالنسبة الى الشركات الناشئة، فتكون تكاليف تشغيلها قليلة وبذلك تستطيع التنافس بشكل شرس. سأتطرق هنا إلى شركتين ناشئتين، بدأت كل واحدة منهما بحجم صغير ونما إلى عمالقة في السوق. يجب علينا أن نتعلم من هذه النماذج الناجحة والسعي لمثلها في مملكة البحرين. في أواخر عام 2013، كانت هناك شركة ناشئة صغيرة مقرها في لوس أنجلس تُسمى «سناب تشات» في حرب شرسة بين فيسبوك وجوجل اللتين كانتا تسعيان لشرائها. «سناب تشات» تقدم ميزة اختفاء الرسائل عبر تطبيقها في الهاتف الأمر الذي أثار اهتمام المستخدمين الأصغر سنا، وخلق شبكة خاصة التي احتضنها المستخدمون الأصغر سنا في جميع أنحاء العالم. لم تُباع «سناب تشات» ولكنها كانت تحتل العناوين على مجالات الأعمال وذلك لتقييم الشركة بقيمة 4 مليارات دولار في غضون سنتين فقط من إنشائها من قبل شاب عمره 22 عاما. القيمة العالية لـ«سناب تشات» هو أكثر إثارة للإعجاب نظرا الى تكلفة البنية التحتية المنخفضة. في الواقع، يعيش نظام «سناب تشات» بالكامل على الحوسبة السحابية العامة مما يسمح له بالاستفادة من الموارد الحاسوبية الضخمة المعروضة بتكلفة اقل بكثير من بناء وصيانة بنية تحتية منفصلة. اليوم يوجد 100 مليون مستخدم في «سناب تشات» يقومون بإرسال 700 مليون رسالة في اليوم على مستوى الشبكة. وسعى الرئيس التنفيذي لـ«سناب تشات» ايفان شبيغل إلى تطوير الخدمات التجارية. في خريف عام 2014، أعلن عن شراكة «Square»، وذلك لتمكين مستخدمي الهواتف الذكية الصغار من إرسال واستقبال الأموال من خلال برنامج «سناب تشات» بدون بنوك وبطاقات الائتمان أو الحسابات الجارية. ثم اعلن شبيغل شراكات لتوزيع المحتوى مع شبكات التلفزيون مثل CNN، Vice، ESPN،Food Network، الأمر الذي جعله منافسا لتويتر وفيسبوك. ومثل Netflix، تقوم «سناب تشات» بتطوير مسلسلات ومحتوى خاص بها فقط، حيث أول برنامج تلفزيوني تم انتاجه في فبراير عام 2015 مع حلقات لا يتعدى طولها خمس دقائق. تُقدرت قيمة «سناب تشات» حسب تقديرات العام الماضي بما يقرب من 15 مليار دولار. أما المثال الآخر فهو استخدام تطبيق للهاتف بطريقة مبتكرة من أجل شراء وتوصيل المشتريات. في عام 2015، نجحت «Instacart» في أمريكا بشكل كبير عبر عرض خدمات توصيل المشتريات من البقالة أو السوبرماركت. بدلا من الدفع لنقل أو توصيل البضائع، كانت رؤية الرئيس التنفيذي أبروفا ميهتا تشمل استخدام عمال التوصيل كمتسوقين شخصين، وذلك عبر ارسالهم إلى متاجر البيع بالتجزئة لالتقاط المشتريات المطلوبة. فالآن يستطيع سكان المدن أن يوفروا ساعات من التنقل خلال المخازن أو المحلات المزدحمة. هناك محلات أو سوبرماركت تقوم بتوفير خدمات التوصيل حيث يوظفون العمال لحزم ونقل البضائع وتخزينها في مستودعات ضخمة في موقعها مركزي، وكل هذا له كلفة عالية. للمستخدمين، كل من الخدمات من «Instacart» أو المحلات الأخرى متشابهة، ولكن تكلفة «Instacart» أقل بكثير. تستخدم «Instacart» متاجر التجزئة المحلية القريبة من المستخدمين كمستودعاتها. وقد قامت ببناء قواعد للبيانات لمتابعة ما هو موجود ومتوفر في المخازن والمحلات مما يتيح للمستخدمين اختيار أصناف وعلامات تجارية محددة، وحتى تحديد ما الذي يجب استبداله إذا كان هناك شيء انتهى من المخزن. بدلا من امتلاك المستودعات، تملك «Instacart» ببساطة قائمة التسوق الخاصة بك التي يستخدمها المتسوق الشخصي الخاص بك. عند انتهاء متسوقك الخاص بجمع البضائع، يقوم بتوصيلها إلى بابك في أكياس قماش قابلة لإعادة الاستخدام، من دون شاحنات صاخبة، ومن دون أمر الشراء، ومن دون بقشيش. في جوهرها، «Instacart» هي برامج تقوم بتنسيق قائمة تسوقك مع متسوقك الشخصي، يتيح لك التواصل معهم، كما ترتب عملية الدفع. مع مثل هذا النطاق الضيق، فإنه ليس من المستغرب أن «Instacart» توسعت إلى 16 موقعا في عامين فقط، موظفة أكثر من 4000 متسوق في جميع أنحاء العالم.

مشاركة :