الانتفاع الأجمل لصاحب المعروف الأول | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 2/12/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

الأمثَال العَربيّة لَها وعَليها، ولَيست المَرَّة الأُولَى -ولَن تَكون الأخيرَة- التي أتنَاول فِيها الأمثَال، إمَّا إعجَابًا ومَدحًا، أو نَقدًا وقَدْحًَا..! واليَوم دَعوني أتحدَّث عَن مَثَل عَامي؛ فِيهِ مِن العُمق والدَّلالة مَا يَجعل الإنسَان يُؤمن: بأنَّ العَقليّة العَاميّة أخطَر مِن عَقليّة المُثقَّف؛ وأصحَاب الفُصْحَى..! تَأمَّلوا مَعي المَثَل القَائِل: "أنتَ رَاعي الأوّله؛ ورَاعي الأوّله لَا أحَد يَلحقه"، وللأمَانَة وللتَّاريخ، فقَد استثمَرتُ هَذا المَثَل أحسَن استثمَار، وسأروي لَكُم القصّة، حتَّى تُدركوا المَزَايا والسَّجَايا خَلف هَذا المَثَل، والتي تُشير إلَى أنَّ: مَن اختَرعه لَيس إلَّا صَاحب عَقليّة فَذّة نَافذة..! وصورة استثمَاري لهَذَا المَثَل تَتمثَّل بأنَّني: كُلّ مَا تَعرّفت عَلى رَجُلٍ مِن الرِّجَال؛ بَادرتُ إلَى "عَزيمته" أوّلًا، لأكون أنَا هُنَا "رَاعي الأوّله"، بَعدها يُبادر مِن "عَزمته" بالأمس؛ إلَى أن يَعزمني عَشرَات المرّات، وكُلَّما قلتُ لَه: شُكرًا، قَال لي: يا أحمد؛ أنتَ "رَاعي الأوّله، ورَاعي الأوّله لَا أحَد يَلحق بِه"..! وهَذا المَثَل أكثَر شمُوليّة مِن مَثَل: "مَن قَدّم السَّبت وَجَد الأحَد"، لأنَّ "رَاعي الأوّله" مِثل: "مَن يُقدّم السَّبت"، ليَجد نَفسه مُعزّزًا مُكرّمًا كُلّ أيَّام الأسبوع؛ والشَّهر والسَّنة..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: يَا قَوم، لا تَتعَالوا عَلى الأمثلَة العَاميّة، فأغلب أمثلتنا الشَّعبيّة تَفتّقت عَن عَقليّة ذَكيّة، صَوابها أكثَر مِن أخطَائِها، واحذَروا فِكْر العَوام، لأنَّ مُفكّرنا الأُستاذ "عبّاس محمود العقاد" يَقول: (الكون عَامي)..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :