إرشادُ الصاحبِ إلى حوارِ عليٍّ بنِ أبِي طالبٍ (3) | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 8/6/2013
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

مَازَالَت الأسئلَةُ تُطْرَحُ عَلَى الإمَامِ "عليٍّ بنِ أبي طالب" -كَرَّم اللهُ وَجهَهَ- والأجوبَةُ تَأتِي مِن دِيوَانِهِ الشِّعريِّ، المَليءِ بالحِكَمِ والمَواعِظ، حَيثُ سَألته عَن الدِّين والنَّسب، فقَال: لَعَمْرُكَ مَا الإِنْسَانُ إِلاَّ بِدِينِهِ فَلاَ تَتْرُك التَّقْوَى اتِّكَالاً عَلَى النَّسَبْ فَقَدْ رَفَعَ الإِسْلاَمُ سَلْمََانَ فَارِسٍ وَقَدْ وَضَعَ الشِّرْكُ الشَّرِيفَ أَبَا لَهَبْ * ثُمَّ سَألته عَن الوَاجِب والأوجَب فقَال: فَرْضٌ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَتُوبُوا لَكِنَّ تَرْكَ الذُّنُوبِ أَوْجَبُ وَالدَّهْرُ فِي صَرْفِهِ عَجِيبٌ وَغَفْلَةُ النَّاسِ فِيهِ أَعْجَبُ وَالصَّبْرُ فِي النَّائِبَاتِ صَعْبٌ لَكِنَّ فَوْتَ الثَّوَابِ أَصْعَبُ وَكُلُّ مَا يُرْتَجَى قَرِيبٌ وَالمَوْتُ مِنْ كُلِّ ذَاكَ أَقْرَبُ * وحِين سَألتُ الإمَام عَن حَاله وصحّته قَال: فَإِنْ تَسْأَلَنِّي كَيْفَ أَنْتَ فَإِنَّنِي صَبُورٌ عَلَى رَيْبِ الزَّمَانِ صَعِيبُ حَرِيصٌ عَلَى أَنْ لاَ يُرَى بِي كَآبَةٌ فَيَشْمَتُ عَادٍ أَوْ يُسَاءَ حَبِيبُ * ثُمَّ سَألته عَن المَال وتَأثيره، فقَال: يُغَطِّي عُيُوبَ المَرْءِ كَثْرَةُ مَالِهِ يُصَدَّقُ فِي مَا قَالَ وَهْوَ كَذُوبُ ويُزْرِي بِعَقْلِ المَرْءِ قِلَّة مَالِهِ يُحَمِّقُهُ الأَقْوَامُ وَهْوَ لَبِيبُ * ثُمَّ سَألته عَن الفَقْر، وهَل يُمكن مُغالبته؟ فقَال: غَالَبْتُ كُلَّ شَدِيدَةٍ فَغَلَبْتُهَا وَالفَقْرُ غَالَبَنِي فَأَصْبَحَ غَالِبِي * وقَد كَثُر الكَلام بَين النَّاس عَن الحَظّ، وتَدخّله في أرزَاق النَّاس، فسَألْتُه عَن ذَلك، فقَال: فَلَوْ كَانَت الدُّنْيَا تُنَالُ بِفِطْنَةٍ وَفَضْلٍ وَعَقْلٍ نِلْتُ أَعْلَى المَرَاتِبِ ولَكِنَّمَا الأَرْزَاقُ حَظٌّ وَقِسْمَةٌ بِفَضْلِ مَلِيكٍ لاَ بِحِيلَةِ طَالِبِ * وحِين سَألتُه عَن العَقل أجَابني قَائلاً: وَأَفْضَلُ قِسْمِ اللهِ لِلْمَرْءِ عَقْلُهُ فَلَيْسَ مِنَ الخَيْرَاتِ شَيْءٌ يُقَارِبُهُ إِذَا أَكْمَلَ الرَّحْمَنُ لِلْمَرْءِ عَقْلَهُ فَقَدْ كَمُلَتْ أَخْلاَقُهُ وَمَآرِبُهُ يَزِينُ الفَتَى فِي النَّاسِ صِحَّةُ عَقْلِهِ وَإِنْ كَانَ مَحْظُورًا عَلَيْهِ مَكَاسِبُهُ يَشِينُ الفَتَى فِي النَّاس قِلَّةُ عَقْلِهِ وَإِنْ كَرُمَتْ أَعْرَاقُهُ وَمَنَاصِبُهُ حسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: نَظرًا لأنَّ مُلحق "الأربعَاء الأسبوعي"؛ يَتمتَّع بإجَازة عِيد الفِطر المُبَارك، فانتَظروا بَعد غَدٍ الجُزء الرَّابِع مِن الحِوَار..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :