يرى مراقبون أن قرارات مثل حظر البوركيني الإسلامي والحجاب على بعض الشواطئ الفرنسية، والسماح بحمل الصليب تعد أمرا يهدد العلمانية الفرنسية. وفيما برر رؤساء بلديات المناطق التي حظرت "البوركيني" قراراتها بالتهديدات التي يطرحها ارتداء زي يحمل إشارات أو رموزا دينية، لأمن الدولة والعيش المشترك بين مختلف سكانها، إلا أن حظر الحجاب في شواطئ "كان" يستبطن أوجه غرابة بالنسبة للعديد من المراقبين وجزء مهم من الرأي العام الفرنسي، نظرا للتضارب الواضح المسجل على مستوى تطبيق منع "ارتداء الرموز الدينية" على الشواطئ الفرنسية، لا سيما أن الشرطة في هذا البلد حرصت على توضيح أن قرار الحظر لا يشمل ارتداء "الصليب" الرمز الديني للمسيحيين. وتقول فرنسية مسلمة تدعى "سيام" من تولوز إنها غرمت وتعرضت لإهانات عنصرية لارتدائها الحجاب على ساحل مدينة "كان". وتعتبر كان المدينة الفرنسية الأولى التي حظرت ارتداء لباس السباحة للمحجبات "البوركيني"، مع ما رافق ذلك من جدل واسع وتوسع قرارات الحظر لتشمل مدنا وبلدات أخرى، وتفجر اليوم جدل يقول مراقبون إنه ربما يسفر عن ارتدادات وخيمة على وضع هش تواجهه البلاد، في علاقة باستهدافها بالهجمات الإرهابية، وعودة السجال حول الهوية الفرنسية وعلمانية الدولة إلى واجهة المشهد فيها. وبرر الحظر بحجة "احترام العلمانية ودعم الجهود الأمنية"، وسط استنكار مؤسسات أهلية ونشطاء في البلاد. والبوركيني هو بدلة سباحة تغطي كامل الجسم ما عدا الوجه واليدين والقدمين ولاقت رواجا كبيرا لدى المسلمات، وهي مطاطية بما يكفي للمساعدة في السباحة، وهي مشتقة من كلمتي "برقع" و"بيكيني" الذي يغطي جسد المرأة كاملا، إضافة إل شعرها.
مشاركة :