نشرت بعض الصحف مشكلة تأخر صرف رواتب العاملين بأحد أشهر المستشفيات الخاصة بالمنطقة الشرقية. هذا المستشفى تتجاوز سعته ألف سرير ويعتبر أحد أفضل المستشفيات الخاصة بالمملكة من ناحية البنية التحتية. ليست مهمتي هنا الدفاع أو شرح التفاصيل المتعلقة بالقطاع الصحي الخاص وبهذا المستشفى تحديداً، لكن المؤسسات الصحية والتعليمية وما في حكمها حينما تفلس أو تعاني يتجاوز أثر ذلك مالكها، إلى المجتمع. وبالتالي تصبح مسؤوليتنا البحث عن حلول تساعدها على البقاء في خدمة الناس والمجتمع الذي هو بحاجة ماسة إليها. خسارة ألف سرير من الخدمة الصحية بمنطقة تعاني من نقص الخدمات الصحية ليس بالأمر الهين، وعلى إمارة المنطقة ووزارة الصحة مسؤولية كبرى تجاه معالجة هذا الأمر بالتعاون مع جهات أخرى سيأتي ذكرها في المقال. قبل ذكر الحلول، أشير إلى إشكالية سبق أن كتبت عنها في قطاع التعليم وها هي تضرب القطاع الصحي، وتتمثل في عدم فصل ميزانية وإدارة المؤسسة الصحية أو التعليمية الخاصة عن بقية أعمال المؤسسة الأم أو رجل الأعمال الذي أسسها، وهذا يعني أن أية معاناة أو تعثر يعترض رجل الأعمال في أحد مشاريعه المتنوعة يمتد أثره للأعمال ذات الصبغة المجتمعية، ومن أهمها الصحية والتعليمية. لذلك يجب إجبار أي مؤسسة صحية على إعلان ميزانيتها السنوية وفصل إدارتها التنفيذية عن أي مشاريع أخرى. أو بمعنى آخر يجب تطوير نظم حوكمة فعال للمؤسسات الصحية والتعليمية الخاصة وعدم خلط مشاريعها وإدارتها بمشاريع قطاعات أخرى. أعود للمستشفى الشهير وأقترح أكثر من حل لمعضلته وإعادته للعمل كما كان وأفضل. مع التأكيد على أنها أفكار أطرحها كإطار عام من الخارج والتنفيذ يتطلب تفاصيل وقبل ذلك مكاشفة ومصارحة هدفها النهائي الاستفادة من صرح صحي كبير... الحل الأول؛ أطرحه على صاحب المستشفى. أذكره هنا بمقولاته حينما أسس المستشفى بأنه يهدف لخدمة المجتمع أكثر منه الربح، وقد كان ذلك واضحاً في طريقة البناء وفخامة التشييد التي تجاوزت التفكير التجاري إلى تأسيس منشأة ذات فخامة وقيمة رمزية كبرى. إذا كان الهدف ما زال خدمة المجتمع وليس البحث عن الأرباح المالية فأقترح تحويل المستشفى إلى مؤسسة غير ربحية - مع بقائه بنفس الاسم تقديراً لمؤسسه- والبحث عن شركاء يدعمونه في المرحلة الراهنة حتى يصحح أوراقه ويكون قادراً على توليد أرباح تكفي لتشغيله. أعتقد أنه حينما يتخلى مؤسس المشروع عن فكرة الحصول على أرباح وتصبح أصول المستشفى وقفاً لخدمته فإنه سيكون قادراً بعد ذلك على الحصول على أرباح تكفي لتشغيله وتطويره. إمارة المنطقة بإمكانها جمع رجال الأعمال والمؤسسات الكبرى بالمنطقة لدعم هذه المنظمة غير الربحية، المقترحة، لتقوم على رجليها مرةً أخرى. ....يتبع
مشاركة :