لله در المواطن الكويتي فلديه الحل السحري لجميع مشاكله في كلمة واحدة: عطلة. والعطلة فرصة لإعادة شحن بطارية الحياة وتوجيه بوصلة العيش فيها إلى النحو السليم لكننا نحن لا نعرف سليماً، ففي كل عطلة نناضل ونقاتل للحصول عليها نعود منها في حاجة ماسة إلى عطلة من العطل! نحتاج إلى تحديد مفهوم العُطلة وسط فوضى المفاهيم المخلوطة والمغلوطة وكي نحدد الشيء، أي شيء لا بد أن نواجه، ونحن لا نعترف بالمواجهة على الإطلاق فنهرول للهروب وكأن صفارة الإنذار دقت ومطلوب منا أن نقوم بأكبر عملية إخلاء وهمي تشهدها البلاد ويشاهدها العباد... أو هي أكبر تظاهرة شعبية يشهدها شعب أقصى مطالبه فيها: عطلة.. أليست هي الحل السحري لجميع مشاكلنا؟ فالكويتي يعالج أزمة المطار القديم المتهالك بالسفر منه والعودة اليه، والكويتي يعالج أزمة ارتفاع سعر البنزين بوقف الهدر في التزود بالوقود وتوفير ما يمكن توفيره في البلاد لهدره في السفر إلى خارجها، وكأننا ننتقم من البلد بصرف ما نحصل عليه منها لا عليها، ويعالج أزمته الإسكانية بالسكن في الفنادق، ويداوي ارتفاع أسعار الأراضي والعقارات بالتملك خارج البلاد، ويعالج أزمته مع الصحة والتعليم باللجوء للعلاج في الخارج والابتعاث ويعالج مشكلة الواسطة بالبحث عن واسطة. لله دره يداوي كل شيء بما كان هو الداء، داؤه ودواؤه العطلة وهذه العطلة يحصل عليها بكل الطرق الممكنة مشروعة أو غير مشروعة لذا لا ينتظر تعميماً من ديوان العطلة فهو «معطل... معطل» سواء عليه سافر، ولم يداوم أم كان من فئة المستضعفين في الأرض الذين لا يسافرون فيداومون ولكن لا يعملون لسد نقص من تخطاهم في الترقيات والعطل فأس العدالة الوظيفية أن يحصل الموظف المحروم من الترقية على عطلة ولو على سبيل «العوض ولا القطيعة». لله در العطلة باتت تنافس المضادات الحيوية فهي تعالج كل شيء... حتى الصداع! وبعد غد تبدأ أطول عطلة رسمية يحصل عليها المواطن الكويتي خلال العام الجاري 2016 ومع ذلك نبقى متورطين ببعض كتابة وقراءة دون توقف ولا تساؤل ولا اختلاف: من يأخذ عطلة من الثاني أكثر؟ reemalmee@
مشاركة :