الرسوم المدرسية أصبحت تجارة تهدد العملية التعليمية

  • 9/8/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

طالب عدد من أولياء الأمور، وزارة التعليم والتعليم العالي عبر «العرب» بفرض رقابة على الرسوم العالية التي تفرضها المدارس الخاصة على تلاميذها، معتبرين أن الأمر تجاوز مرحلة التعليم إلى التجارة بمستقبل التلاميذ، وقالوا إن بعض المدارس تزيد الرسوم بما لا يتفق مع أي منطق. أشار أولياء أمور إلى أن الرسوم الدراسية في بعض المدارس ارتفعت إلى ثلاثة أضعاف في سنوات وجيزة، وأوضحوا أن الأسر تجد مشقة بالغة في تسديد هذه الرسوم حال وجود عدد من أبنائها في مراحل دراسية مختلفة، ولاسيما أن المصروفات الدراسية تمثل جزءا من العملية التعليمية التي تتطلب مصروفات أخرى وضربوا مثل بالدروس الخاصة وغيرها من المصروفات التي تمثل عبئا على المواطنين مع بداية العام الدراسي، لافتين إلى أن القسط الأول عند بعض الأسر التي لها عدة أبناء في المراحل الدراسية يتجاوز المئة ألف ريال في كثير من الأحيان. الرسوم الدراسية مرتفعة قال ناصر القحطاني إن الرسوم الدراسية في معظم المدارس الخاصة تعتبر مرتفعة، وفوق هذا تعمد بعض المدارس على رفع الرسوم بوتائر متسارعة حتى تصل مستويات غير معقولة، وطالب ناصر أن تقوم وزارة التعليم والتعليم العالي بفرض رقابة أكبر على هذه المدارس ودراسة تناسب الرسوم مع مستوى دخل أولياء أمور التلاميذ. وأشار إلى أن بعض اسر المقيمين يأتون بأبنائهم للدراسة في قطر باعتبار أن مستوى التعليم متقدم بالدولة، ويطمح بعضهم بالحصول على إعفاءات أو دعم، ولكن يصطدمون بالرسوم الدراسية الباهظة. زيادة الرسوم تتم بمتوالية ومن جهته قال عبدالله منصور العيدان إن زيادة الرسوم تتم بمتوالية تجعل الأمر مثل التجارة وليس مجرد عملية تعليمية، مشيرا إلى أن الرسوم الدراسية عالية جدا ومع ذلك غير ثابتة، وأشار العيدان إلى ابنه الذي كان برفقته قائلا: إن هذا أحد أبنائي ورسومه الدراسية تتجاوز الأربعين ألف ريال في العام الدراسي الواحد، ولدي غيره ثلاث في مراحل التعليم المختلفة، معتبرا أن الرسوم الدراسية الباهظة تشكل عبئا كبيرا لعدد من الأسر مع بداية العام الدراسي، وطالب العيدان وزارة التعليم بضبط عملية زيادة الرسوم، لافتا إلى أن ابنه الذي تجاوزت رسومه الأربعين ألف ريال اليوم كان قد بدا دراسته ورسومه لا تتجاوز الخمسة عشر ألف ريال، مشيرا إلى أن الرسوم الدراسية تتضاعف بينما مرتباتنا ودخلنا ثابت. وأوضح العيدان أنه يدفع مئة ألف ريال في بداية السنة كقسط أول من المصروفات الدراسية لأبنائه في مراحل التعليم المختلفة، ويدفع نفس المبلغ مرة أخرى كقسط ثان قبل نهاية العام الدراسي. مشيرا إلى أن استمرار ارتفاع الرسوم بهذه الوتيرة يضعهم أمام خيارين أما دفع رسوم المدارس والتخلي عن مصروفات البيت، أو الالتفات لمصروفات البيت وإضاعة مستقبل الأبناء. واعتبر العيدان الوزارة المسؤول الأول المناط به التصدي لهذه المعاناة التي يتعرض لها المواطنون مؤكدا أن عدم تدخلها سيؤدي إلى إشكالات عديدة أقلها انصراف الناس عن التعليم بعد تذمرهم من الرسوم العالية، مطالبا بتشجيع أولياء الأمور على تعليم أبنائهم تعليما نوعيا. أعباء مالية إضافية وقال إن الرسوم الدراسية ليس إلا جزءا من المصروفات التي ينفقها أولياء الأمور على تعليم أبنائهم لافتا إلى أن معظم الأسر تحضر مدرسين خصوصيين لأبنائهم في المنازل لمتابعتهم، ورد ذلك لانشغال أولياء الأمور بالعمل طول اليوم من أجل الإيفاء بالالتزامات المتزايدة للصرف على أبنائهم. وأوضح العيدان أن الدولة لم تقصر في توفير المعينات التعليمية ودعم توجه الاستثمار في العنصر البشري، مؤكدا أنه يضع تعليم أبنائه تعليما نوعيا على قائمة أولوياته في الحياة. المدارس الخاصة توفر خيارات متعددة وبدوره قال محمد زكريا إن هناك تباينا في رسوم المدارس الخاصة معتبرا هذا يوفر خيارات مناسبة للأسر أن تختار ما يتناسب مع مستواها المالي دون الجنوح لاختيار المدارس التي تضغط على الأسرة ماليا، وقال زكريا إن الدولة توفر تعليما جيدا في المدارس المستقلة، وكل من يذهب للمدارس الخاصة يجب أن يخطط لذلك جيدا.;

مشاركة :