قبل سنوات تسنّى لمجموعة من العاملين والمشرفين على معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج أخذ جولة بالطائرة الهيلوكبتر على مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وتم الابلاغ عن الاختناق المروري في نقطة تفتيش الشميسي يوم الثامن من ذي الحجة، وطلب أحد الزملاء الاقتراب من المسجد الحرام بعد أن مكث محومًا حوله فقط، فأجاب كابتن الطائرة: تجاربنا السابقة كلها فشلت، فما أن نقترب من أطراف المسجد الحرام الا ويعتري الطائرة اهتزاز شديد سرعان ما يختفي عندما نبتعد عن أطراف المسجد. طلب الزملاء من قائد الطائرة أن يحلّق فوق الجامعة بالعابدية وكان الاهتمام منصبًا على ممتلكات الجامعة من الناحية الغربية بمحاذاة طريق الخواجات وللتعرف عما اذا كانت هناك تعديلات على أراضي الجامعة، وقد وجد بالفعل اختراقا للأراضي واستخدامها كمراعٍ للأغنام والإبل، وعلى بعد حوالى كيلو واحد من الناحية الشرقية لوحظ هناك واحة كبرى خضراء وعلامات الاستفهام تراود بعضنا كيف تكون الزراعة في وادٍ غير ذي زرع، ثم أدركنا أن هذا هو مشروع تشجير عرفات وهو وقف خيري بتمويل من الشيخ عبدالرحمن فقيه ويتضمن شبكة مياه التنقية المعالجة وشبكة تبريد المناخ بعرفات عدا شبكة مشروع سقيا الحجيج بعرفات ومزدلفة، وما شاهدناه من الطائرة من واحة خضراء هو ما وفره المشروع المحتوي على 280 ألف شجرة وكان الهدف الأساسي توفير الظل للحجاج وحمايتهم ما أمكن من ضربات الشمس. إضافة إلى البخاخات لضخ رذاذ الماء لتلطيف الجو، وهذا المشروع حظي قبل خمس سنوات بحصوله على جائزة مكة للتميز "التميز البيئي". وفي هذا السياق لابد من الإشارة لمنطقة أخرى استوقفتنا أثناء الجولة وهي مواقف كدي والمنطقة الخضراء المنسقة ومجموعة كبيرة من النخيل الباسقات يشبه مدخل مكة للقادمين من جدة. لو تكررت هذه الجولة اليوم لرأيت مناطق خضراء عديدة أوجدتها وترعاها أمانة العاصمة المقدسة أما الإجابة عن السؤال: كيف تكون الزراعة في مكان وصف في القرآن الكريم بأنه "وادٍ غير ذي زرع".. فقد وجدت من يجيب لنا على ذلك ولعل من المناسب تركها للمفسرين.. والله أعلم. Qadis@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (4) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain