- زميل عراقي في جامعة كولورادو قص علينا قصة العنف اللفظي السائد في العراق من زمن وجبروت القادة هناك وكيف أن الإنسان قد يحرم من حقه لو خانه الأسلوب في ظل ما هو سائد هناك ويروى أن زميلاً له تفوق على دفعته في الكلية الحربية، وعندما جاء قائد الفيلق نظر لهذا المتفوق بتهكم وازدراء قائلاً : هل أنت الأول على المجموعة ؟ قال : نعم. فرد قائد الفيلق : ربما أخذتها بالغش والتدليس، فرد عليه قائلاً: لن يكون هذا يا سيدي وأنتم على رأس هذا الفيلق فتم قبوله وضمه للعمل معهم. -الخليفة هارون الرشيد عندما لاحظ غيرة زوجته والدة الإبن من زوج ابنها المأمون .. استدعى الخليفة الأمين في مجلسه وطلب منه أن يحضر له ذلك الكيس المعلق في الجدار وطلب منه أن يفتحه فقام بذلك فقال له ما الذي بداخله فرد على الفور "مساويك" وأعاده إلى مكانه ثم استدعى المأمون وطلب منه التعرف على ما بداخل الكيس، فقال المأمون: هذه يا سيدي مساوىء أعداء أمير المؤمنين ثم انصرف. فنظر إلى السيده زبيدة ولسان حاله يقول لعلك عرفت الفرق بينهما. - قصة مزرعة عبدالله بن الزبير المجاورة لمزرعة الخليفة معاوية بن أبي سفيان ودخول عمال مزرعة معاوية إلى مزرعة الزبير المتكررة مما حدا به لإرسال رسالة غاضبة إلى الخليفة قائلاً: ( من عبدالله بن الزبير إلى معاوية ابن هند آكلة الأكباد أما بعد. فإن عمالك دخلوا إلى مزرعتي فمرهم بالخروج منها أو ليكونن لي معك شأن ..) وعندما تلقى معاوية الرسالة وكان من أحلم الناس، قرأها وطلب المشورة من ابنه يزيد فقال له ارسل له جيشاً يأتيك برأسه فقال معاوية (بل خير من ذلك زكاة وأقرب رحماً) فكتب رسالة جوابية يقول فيها :(من معاوية إلى عبدالله بن الزبير ابن أسماء ذات النطاقين أما بعد: فوالله لو كانت الدنيا بيني وبينك لسلمتها إليك ولو كانت مزرعتي من المدينة إلى دمشق لدفعتها إليك، فإذا وصلك كتابي فخذ مزرعتي إلى مزرعتك وعمالي إلى عمالك فإن جنة الله عرضها السموات والأرض) فلما قرأ ابن الزبير الرسالة بكى حتى ابتلت لحيته بالدموع وسافر إلى معاوية في دمشق وقبّل رأسه وقال: لا أعدمك الله حلماً أحلـّك في قريش هذا المحل. ويستفاد من كل ذلك أنك إنما تستطيع إمتلاك القلوب بحسن تعاملك وأسلوبك في الحوار وتظل الطيبة هي التي تجملك أمام الجميع ولنتذكر دوماً بأن : من ابتغى زوجة بلا نقص عاش أعزب. ومن ابتغى قريباً كاملاً عاش قاطعاً لرحمه، ومن ابتغى صديقاً بلا عيب عاش وحيداً .. فلنحتمل وخزات الآخرين حتى نعيد التوازن لحياتنا، ولعمر بن الخطاب مقولة:" لو اطلع الناس على ما في قلوب بعضهم البعض لما تصافحوا إلا بالسيوف"، نسأل الله لنا ولكم راحة النفس و طمأنينة القلب والشعور الذي يغمره نسمات الصحة والعافية. Qadis@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (4) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :