لو كان لهؤلاء عقول تعي وتتفكر ما أكثروا من العواء والنباح على الحجاج ليرجعوا، وهم لا يملكون إلا اللطم والبكاء والصياح، على ما اعتادوا وما ابتدعوا في دينهم انقضى موسم حج هذا العام بسلام وأمن وطمأنينة، على ما اعتاد الجميع، لا جديد سوى مزيد من الحفاوة والكرم ولطف المعشر. هكذا يعامل السعوديون ضيوفهم، وهكذا تحتفي المملكة بضيوف الرحمن الذين يشرفونها كل عام، وطوال الأعوام بزيارتهم لبيت الله الحرام. هؤلاء الحجيج الذين يفدون من كل بلاد المعمورة، بهذه الأعداد الكبيرة كل عام، يفدون وكلهم ثقة بأنهم في بلد آمن؛ قيّض الله له رجالا كراما يسهرون على راحتهم وأمنهم، فهم يحلون منهم في القلوب قبل البقاع، لذا لن يروّعهم الناعقون، ولن يفسد عليهم حجهم المرجفون. في مكة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، يتقدمهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وزير الداخلية وأمير منطقة مكة وقيادات الوطن كافة، وهم رجال لا يشغلهم عن أمن الحجيج وسلامتهم شاغل، وفي مكة رجال أمن بواسل يتناوبون على راحة الحجيج، ويسهرون ليناموا في أمان، وفي مكة وزارات وإدارات ومواطنون مخلصون سخروا كل إمكاناتهم لتقديم الخدمات التطوعية لضيوف الرحمن، فكيف يحبط الله سعي كل هؤلاء المخلصين على يد شرذمة من نظام الملالي؟! كأني بإيران، التي كانت تهدد بالأمس وتتوعد الحجيج، تعض أصابع الندم على تهور قيادتها، لاسيما الدينية منها، في التهديد والوعيد، وهم أضعف من عنز ذبحت أضحية لحاج من حجاج مكة. هؤلاء في جهوريتهم المجوسية، التي شقت عين تاريخها على عبادات مضللة كثيرة وكبيرة، وظلت تمارس التحريف في دين الله وشعائر العبادة، تظن أنها بنعيقها ونهيقها قد تفزع بلدا شق عينيه على هدي إبراهيم الخليل، وأقام حكمه على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. لو كان لهؤلاء عقول تعي وتتفكر ما أكثروا من العواء والنباح على الحجاج ليرجعوا، وهم لا يملكون إلا اللطم والبكاء والصياح، على ما اعتادوا وما ابتدعوا في دينهم، قل موتوا بغيظكم. لقد كذب المجوس في تهديدهم ووعيدهم على عادتهم، فالكذب والتكذيب طبع لازم لا يفارق جيناتهم الوراثية، وبه أفسدوا معتقداتهم الدينية. ألم يكذّب هؤلاء المجوس محمدا- صلى الله عليه وسلم- الذي يدّعون الانتساب إلى دينه وإلى عترته الشريفة، حين قال "لا تسبوا أصحابي؛ فإنّ أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصفه"، فراحوا يطعنون في أهل بيته ويسبون أصحابه، وقد صدّقه ربه في تنزيههم فقال جلّ وعلا [مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ * وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ * تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانًا * سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُود ِ* ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ * وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ * وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا]؟! وهل كان أحدهم ليرضى أن تُسبّ زوجته أو يهان صاحبه من أهل زمانهم، فكيف بأهل خير الأزمان، الذين قال عنهم محمد صلى الله عليه وسلم "خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم..؟. ولو كان في هؤلاء رجل رشيد واحد ما خالف هدي محمد في سائر أمته حيث قال "لاتسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا"، فكيف والأموات أهله وصحبه الكرام؟! لا تلام إيران المجوسية في حقدها على الإسلام والمسلمين، وفي اختيارها خير الشهور وخير البقاع لتهدد وتتوعد، وكأن محمدا- صلى الله عليه وسلم- لم يقل: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا"، ولكن منذ متى يصدق هؤلاء محمدا في شيء؟! وكيف يصدقونه وعندهم خامنئي يشرّع لهم كل ما خالف هديه؟! هذا البلد سيظل آمنا مطمئنا رغم أنف إيران ومجوسها، وهيهات هيهات أن يخذل الله جنده، في حرمه الطاهر، وأيامه الحرم، ولإيران دينها ولنا ديننا، وللبيت ربّ يحميه.
مشاركة :