من أوكرانيا: رياح الثورة | أ.د. سالم بن أحمد سحاب

  • 2/22/2014
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن الروس لم يكتفوا بالعبث والتدمير في بلاد الشام، فهم قد مدوا الطاغية المتجبر بالمال والسلاح والدعم السياسي ليقتلوا إخوتنا في الشام خاصة من أهل السنة، وبمؤازرة من النظام الطائفي الصفوي المجوسي في طهران، وحليفه اللبناني حزب الشيطان، لذا فهم على موعد مع مزيد من سفك الدماء وتدمير المنشآت وتخريب الممتلكات في أوكرانيا البلد الأوروبي الذي وُلد مع انهيار وتفكك الدب الكبير. روسيا بقيادة بوتين هي ستالين العهد الشيوعي البائد، وهي لينين الحزب الشمولي الفاسد. اليوم تمارس روسيا إرهاب الدولة ضد جارتها أوكرانيا إذ تحاول لي ذراع حكومتها برئاسة فيكتور يانكوفيتش، الذي ولّى وجهه شطر موسكو تاركاً وراء ظهره الاتحاد الأوروبي الذي منحه الكثير كي يتأهل ليصبح عضواً فيه. وتأهيلاً لهذه العضوية سُمح لعشرات الألوف من العمالة الأوكرانية بالانتشار للعمل في أوروبا وتحويل مليارات من اليورو إلى بلادهم، فانتعش الاقتصاد وتحسنت الأحوال وارتفع عدد السيّاح. ومع ذلك لم يصمد الاقتصاد كثيراً أمام وطأة الوفاء بمتطلبات الاقتصاد الأوروبي الباهظة التي كانت محل تفاوض واسع، فامتدت اليد الأوكرانية تطلب مزيداً من الدعم وكثيراً من الاقتراض شأنها شأن اليونان وإيرلندا من قبل، وأسبانيا والبرتغال وغيرها. وكان من شروط العضوية تحسين سجل حقوق الإنسان وإصلاح الاقتصاد ومحاربة الفساد. لكن يبدو أن القيادة الأوكرانية لم تكن راغبة في تقديم المزيد، فكانت للروس فرصة سانحة، إذ عرضوا على الدولة 15 مليار دولار لإنقاذ الاقتصاد المتدهور شريطة أن يستمر ارتباط البلاد بسادتها السابقين يأتمرون بأمرها ويخضعون لسياساتها. ويبدو أن الطرف الآخر ممثلاً في واشنطن لم يقف مكتوف الأيدي، فكانت الاضطرابات والمصادمات بين الشرطة والمتظاهرين، والتي انتهت حتى ليلة أمس الاول بمقتل 67 شخصاً منهم 13 من رجال الأمن والجيش. المتظاهرون يريدون إسقاط الرئيس الذي يحاول إدارة الدفة شرقا نحو موسكو، ويفضلونها هم حرة في أحضان أوروبا بتنوعها واستقلالها وقوتها وفرصها. بين ليلة وضحاها انقلب المشهد الأوكراني الوادع إلى صدام دموي دمر مركز المدينة وساحاتها الجميلة الفسيحة. نعم في قلب أوروبا تظهر بوادر ربيع حارق لم يكن في الحسبان أبداً! salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :