كان عبدالناصر عدواً شرساً للظلم والعدوان وداعماً للشعوب المغلوبة في الوطن العربي وفي إفريقيا وآسيا للتحرر من الاستعمار ومواجهة الظلم والطغيان، ولقيت دعوته تجاوباً واسعاً لدى كل الشعوب المضطهدة. رحل الزعيم جمال عبدالناصر منذ ٤٦ عاماً، وترك فراغاً لم يستطع أحد أن يملأه، ومنذ ذلك اليوم الأسود والأمة تواجه حرباً ضروساً لتفتيتها وضرب كل مقوماتها. كان عبدالناصر قائداً عربياً وعالمياً متميزاً، رفع راية العروبة والوحدة وأسعد ملايين المصريين بقرارته الشعبية وانحيازه إلى الفقراء وبناء مصر قوية مهيبة ونشر دعوته إلى الحرية والاستقلال في إفريقيا وآسيا، مما ضاعف جهود المستعمرين وأعداء الحرية لضربه والقضاء عليه قبل أن تتحق جهوده ودعواته. كان عدواً شرساً للظلم والعدوان وداعماً للشعوب المغلوبة في الوطن العربي وفي إفريقيا وآسيا للتحرر من الاستعمار ومواجهة الظلم والطغيان، ولقيت دعوته تجاوباً واسعاً لدى كل الشعوب المضطهدة. الزعيم العظيم جمال عبدالناصر كان عدواً لدوداً للصهيونية، فكرهوه وحاربوه في كل مكان، ومازالوا بعد وفاته منذ ستة وأربعين عاماً يلعنونه في كل مناسبة، فقد كان المهدد الرئيسي والحقيقي لكيانهم المزروع في فلسطين وأقاموا الدنيا ضده مع قوى الخيانة العربية حتى ضربوه في يونيو ١٩٦٧. واليوم تجد في العالم جهتين رئيسيتين مازالتا تلعنان عبدالناصر وأيامه، وهما الصهاينة والإخوان المسلمون، تتبعهما قوى الفساد ومصاصو الدماء في العالم. هؤلاء رأوا فيه الخطر الأكبر على مستقبلهم وعلى مشاريعهم في استعباد الأمم وفي خدمة الدول الاستعمارية الكبرى. أثارت ضده قوى كثيرة ضجة حول برامجه الإصلاحية لأنه انحاز إلى الفقراء وإلى بناء قواعد للاقتصاد الوطني لا تقوم على رجال أعمال كانوا قد نهبوا مصر ومصوا دماء شعبها. وخاض في عملية البناء حروباً على أكثر من جبهة، وحدث سوء فهم وتفاهم بينه وبين بعض القوى الوطنية المصرية، إلا أن معظم هؤلاء يقرون إلى يومنا هذا بتقديرهم لقيادته وبُعد نظره، وأنه الزعيم الوحيد في المنطقة العربية الذي لم تتلوث ذمته لمصلحة خاصة. منذ رحيله والمصائب تتوالى وتتزايد على الأمة العربية، فقد غاب القائد والداعي والمحرض على نبذ الاستعمار والصهيونية ومصاصي الدماء. ومن ينظر إلى ما يحدث في وطننا منذ غيابه لاشك أنه يفتقده ويتمنى لو جاء من يلبي نداءه ويجمع الأمة لمواجهة ما يحاك ضدها. في ذكرى رحيله، نترحم عليه ونستعيد ذكرى أيام مجيدة أسعدنا فيها ورفعنا فخراً وعزة.
مشاركة :