أحد كُتّابنا المُخضرمين، بعث لي مُعلِّقًا على اقتراحي في مقالي المنشور يوم الاثنين الماضي، بتكليف النساء برعاية المساجد طالما أخفق الرجال في العناية بها، بعبارة واحدة فقط هي: (يعني بدلًا من الأغوات؟)!. ولأنني شعرت ببعض السخرية التي يفوح عبقها بين ثنايا تعليقه المقتضب تجاه النساء والأغوات، ممّا لم يرُقْ لي، فقد سمحت لقلمي المتواضع بالردّ عليه، وها آنذا أفعل!. وأبدأ بالنساء، فاقتراحي أصلًا بتكليفهنّ لرعاية المساجد كان من باب التحفيز النفسي للرجال وإثارة غيرتهم، أفرادٍ وجهات، لعلّهم يُحسنون رعايتهم للمساجد، التي للأسف لا يرقى وضع معظمها لإمكانياتنا الكبيرة، ولكن هذا لا يعني أنني كنت أمزح، فأنا بالغ الجدّية، فنساؤنا المؤهلات هنّ أكثر الناس ملاءمةً لرعاية المساجد، لاهتمامهنّ بسبل وتفاصيل النظافة والترتيب والراحة والجمال، ولا أقصد برعايتهنّ أن يتولّيْن أعمال الرعاية الميدانية بأنفسهنّ والاختلاط مع الرجال، أو تنظيفهنّ بأنفسهنّ لدورات المياه، بل بالإشراف العام والمتابعة والإدارة، وليس هناك في الشرع ما يمنع رعايتهنّ للمساجد التي تحتاج الآن لمفهوم جديد في الرعاية، يضعها في مكانها الذي تستحقه بصفتها بيوت الله، وأحبّ البقاع إليه، فلا يسخرنّ بعضُنا من النساء، ولو آلت مسؤولية كثيرٍ من المشروعات إليهنّ لأنجزنها على أفضل وأروع ما يكون!. أمّا الأغوات فهم قوم من النبلاء والشرفاء، ممّن وُلِدُوا أو تعرّضوا لحوادث جعلتهم غير قادرين على ممارسة حياتهم كغيرهم من الرجال، فنذَرَهُم ذووهم لخدمة الحرمين الشريفين، وما أعظمها من خدمة، يتوق لها أكمل الناس، فلماذا السخرية منهم ولو باللمز غير المباشر؟ إنهم والنساء الراعيات للمساجد الأحق بالتشجيع والتكريم والاحترام، وليت بعض الكُتّاب يعلمون!. تويتر: T¬_algashgari algashgari@gmail.com @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :
مشاركة :