شددّ وزير العمل في جلسة العمل الأولى لمنتدى التنمية والتشغيل الذي يعقد هذه الأيام، على اتساع الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق، وهذه قضية لا يطرحها الوزير لأول مرة، بل طالما تناولها الكتاب والمفكرون وتداولوها، ولا نغالي إذا قلنا إنه لم تكن لنا قضية خلال الخمسين عاماً الماضية سوى هذه القضية، وهي تتعلق بالشكل والمحتوى، فمحتوى نجد أن الجانب الديني يتغلب على الجانب الدنيوي، وكأننا نريد أن نخرج علماء شريعة ولغة عربية من المرحلة الثانوية، مع أنّ لنا مندوحة في ذلك في الدراسات العليا، ويجب أن نركز في المرحلة الثانوية على تكثيف الحاجات الأساسية في تعليم الطالب الذي يجب أن تؤهله للتعامل مع الحياة ومتطلباتها وخاصة في مجال المعرفة، ما أريد أن أقوله ببساطة هو أننا يجب أن نولي تعليم اللغة الإنجليزية مثلاً نفس الاهتمام الذي نوليه لتدريس اللغة العربية، لا سيما وأنّ اللغة الإنجليزية هي لغة العولمة، ولا يمكن أن نعيش في هذا العالم بدون إجادتها، هذا عن المحتوى، أما عن الشكل أو الأسلوب، فيجب أن نهجر الأساليب البالية في التعليم وبالذات أسلوب التلقين والحفظ والاعتماد على الكتاب المدرسي، يجب أن نلغي الورق ونركز على الرقميات، وبدلاً من الكتاب المدرسي يجب أن يكون لكل طالب من المرحلة الابتدائية كمبيوتر وانترنت، ومن هنا نبدأ.
مشاركة :