تواصل قوات النظام السوري قصف أحياء حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة بدعم جوي روسي، ما سمح لها بتحقيق تقدم ميداني شمال ووسط المدينة، من جانبها دعت منظمة "أطباء بلا حدود" الجمعة "الحكومة السورية وحلفاءها إلى وضع حد لأعمال القصف التي تغرق المدنيين في حمام من الدم". حققت قوات النظام الجمعة تقدما ميدانيا في شمال ووسط مدينة حلب السورية على حساب الفصائل المعارضة، بدعم جوي من الطائرات الروسية. وعلى خلفية تواصل القصف دعت الجمعة منظمة أطباء بلا حدود إلى وقف حمام الدم في حلب، بعد ساعات على تأكيد منظمة سيف ذي تشيلدرن أن الأطفال لم يعودوا بأمان في حلب حتى تحت الأرض بسبب استخدام قنابل خارقة للتحصينات في القصف. على الرغم من كل هذا، تبقى آفاق أي تسوية مسدودة، لا سيما بعد إعلان الولايات المتحدة الخميس أنها على وشك تعليق محادثاتها مع روسيا بشأن تسوية النزاع السوري. ويذكر أنه، وبعد ثمانية أيام على إعلانه بدء هجوم هدفه السيطرة على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، تمكن الجيش السوري الجمعة بدعم من الغارات الروسية من التقدم على محورين في شمال ووسط المدينة، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سيطرة قوات النظام على منطقة المشفى الكندي في شمال مدينة حلب والذي كان تحت سيطرة الفصائل المقاتلة منذ نهاية العام 2013. في وسط المدينة، تدور معارك عنيفة الجمعة بين الطرفين في حي سليمان الحلبي حيث تمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم بسيط، وفق المرصد. وقال مصدر عسكري ميداني إن الجيش تمكن من السيطرة على عدد من الأبنية في الحي ويواصل تقدمه باتجاه محطة ضخ المياه المعروفة التي تحمل اسم الحي وتغذي معظم أحياء المدينة. وتتقاسم قوات النظام والفصائل المعارضة السيطرة على حي سليمان الحلبي منذ العام 2012، وتسيطر الأخيرة على محطة المياه. وعمدت الفصائل الأسبوع الماضي إلى وقف العمل فيها، ما حرم سكان الأحياء الغربية من المياه، احتجاجا على أضرار نتيجة القصف لحقت بمحطة باب النيرب التي تغذي الأحياء الشرقية، قبل أن يعاد تشغيلهما. وقف حمام الدم وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الخميس أن بلاده ستواصل عمليتها الجوية دعما للحملة ضد الإرهاب التي تخوضها القوات المسلحة السورية. ودعت منظمة أطباء بلا حدود الجمعة الحكومة السورية وحلفاءها إلى وضع حد لأعمال القصف التي تغرق المدنيين في حمام من الدم، محذرة من أن المدينة كلها تحولت إلى هدف ضخم، كما دعا مدير العمليات في المنظمة خيسكو فيلالونغا في بيان الحكومة السورية إلى وقف أعمال القصف المنظمة، معتبرا أن روسيا، بوصفها حليفا سياسيا وعسكريا لا غنى عنه لسوريا، تقع على عاتقها مسؤلية ممارسة نفوذها لإنهاء ذلك. وحذرت منظمة سيف ذي تشيلدرن في بيان ليل الخميس الجمعة من أن الأطفال لم يعودوا بأمان في حلب، حتى في المدارس تحت الأرض التي يفترض أن تحميهم، وذلك بسبب استخدام قنابل خارقة للتحصينات، معتبرة أن استخدامها قد يشكل جريمة حرب. وكان مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين اعتبر الخميس أن الوضع في حلب هو أخطر كارثة إنسانية تشهدها سوريا حتى الآن، مشيرا في عرض أمام مجلس الأمن إلى أن النظام الصحي في القسم الشرقي المحاصر من المدينة على وشك الانهيار بشكل كامل. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 30/09/2016
مشاركة :