حققت قوات النظام أمس الجمعة تقدمًا ميدانيًا في شمال ووسط مدينة حلب على حساب الفصائل المعارضة، بدعم جوي من الطائرات الروسية التي تنفذ منذ عام ضربات في سوريا تسببت بمقتل أكثر من تسعة آلاف شخص. الكرملين: لا يوجد إطار زمني لعملية روسيا العسكرية في سوريا. سيطرة قوات النظام على منطقة المشفى الكندي في شمال مدينة حلب. تتيح سيطرة قوات النظام على المنطقة التقدم أكثر إلى أحياء المعارضة. تسببت الغارات الروسية بمقتل 9364 شخصًا بينهم 3804 مدنيين، 906 منهم أطفال. في هذا الوقت، بعد نداءات الحكومات والأمم المتحدة، تتوالى دعوات المنظمات غير الحكومية إلى وضع حد لمعاناة مدينة حلب حيث تحاصر قوات النظام السوري أكثر من 250 ألف شخص في الأحياء الشرقية تحت وابل من القصف الجوي الذي أوقع مئات القتلى والجرحى، ودعت الجمعة منظمة أطباء بلا حدود إلى وقف «حمام الدم» في حلب، بعد ساعات على تأكيد منظمة «سيف ذي تشيلدرن» أن الأطفال لم يعودوا بأمان في حلب حتى تحت الأرض بسبب استخدام «قنابل خارقة للتحصينات» في القصف. على الرغم من كل هذا، تبقى آفاق أي تسوية مسدودة، لا سيما بعد إعلان الولايات المتحدة الخميس أنها على وشك تعليق محادثاتها مع روسيا بشأن تسوية النزاع السوري، وبعد ثمانية أيام على إعلانه بدء هجوم هدفه السيطرة على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، تمكن الجيش السوري الجمعة بدعم من الغارات الروسية من التقدم على محورين في شمال ووسط المدينة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن سيطرة قوات النظام على منطقة المشفى الكندي في شمال مدينة حلب والذي كان تحت سيطرة الفصائل المقاتلة منذ نهاية العام 2013. وبحسب مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «تتيح سيطرة قوات النظام على المنطقة التقدم أكثر إلى أحياء المعارضة وتحديدًا إلى الهلك والحيدرية من جهة الشمال». في وسط المدينة، تدور معارك عنيفة الجمعة بين الطرفين في حي سليمان الحلبي حيث تمكنت قوات النظام من تحقيق «تقدم بسيط»، وفق المرصد. وتتقاسم قوات النظام والفصائل المعارضة السيطرة على حي سليمان الحلبي منذ العام 2012، وتسيطر الأخيرة على محطة المياه، وعمدت الفصائل الاسبوع الماضي إلى وقف العمل فيها، ما حرم سكان الاحياء الغربية من المياه، احتجاجًا على اضرار نتيجة القصف لحقت بمحطة باب النيرب التي تغذي الاحياء الشرقية، قبل أن يعاد تشغيلهما. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «تتبع قوات النظام في حلب سياسة القضم، في محاولة للسيطرة على الأحياء الشرقية»، وترد الفصائل المعارضة على هجمات القوات النظامية والمجموعات المسلحة الموالية لها بإطلاق القذائف على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، وأفاد الإعلام السوري الرسمي الجمعة بمقتل 13 مدنيًا وإصابة 40 آخرين بجروح جراء قذائف أطلقتها «المجموعات الإرهابية» على أحياء سليمان الحلبي والميدان والفرقان والسليمانية. وعلى الرغم من اشتداد المعارك، قال مراسل فرانس برس: إن الاحياء الشرقية شهدت ليلة هادئة نسبيًا بالنسبة الى القصف الجوي، بينما افاد المرصد وسكان عن غارات على مناطق الاشتباكات شمالا، ومنذ انطلاقها قبل عام، تسببت الغارات الروسية بمقتل 9364 شخصًا بينهم 3804 مدنيين، 906 منهم أطفال، وبإصابة عشرين ألف مدني على الأقل بجروح، وفق حصيلة للمرصد الجمعة. ودعت منظمة أطباء بلا حدود الجمعة «الحكومة السورية وحلفاءها الى وضع حد لاعمال القصف التي تغرق المدنيين في حمام من الدم»، محذرة من ان المدينة كلها «تحولت إلى هدف ضخم»، ودعا مدير العمليات في المنظمة خيسكو فيلالونغا في بيان الحكومة السورية الى وقف «اعمال القصف المنظمة»، معتبرًا أن «روسيا، بوصفها حليفًا سياسيًا وعسكريًا لا غنى عنه لسوريا، تقع على عاتقها مسؤلية ممارسة نفوذها لإنهاء ذلك».
مشاركة :