أكدت دوائر أمنية مصرية أمس أن التهديدات التي أطلقتها جماعة الإخوان، والتي تضمنت عدم قبول العزاء في مقتل عضو مكتب الإرشاد محمد كمال الذي لقي مصرعه في تبادل لإطلاق النار بجنوب القاهرة أول من أمس، تدخل في إطار الحرب النفسية التي تخوضها الجماعة، خاصة أن مصطلح "عدم تلقي العزاء" يستخدم في الصعيد، تعبيراً عن المضي في طريق الدم والثأر، مستغلة في ذلك أن كمال من أهالي أسيوط بصعيد مصر، وأن انضمامه إلى مكتب الإرشاد بالجماعة جاء لكونه مسؤولاً عن منطقة الصعيد". وأشارت إلى أن "مصر لديها أجهزة معلوماتية قوية تدرك حجم المخاطر والمخططات التي تواجهها البلاد في الوقت الحالي سواء من الداخل أو الخارج". الذئاب المنفردة حذرت الدوائر من خطورة اعتماد حركة "حسم" الإرهابية على إستراتيجية "الذئاب المنفردة" في عملياتها الإرهابية، والتي كان آخرها تبني الحركة لمحاولة اغتيال مساعد النائب العام، المستشار عبدالعزيز زكريا، نهاية الأسبوع الماضي في منطقة التجمع الخامس بشرق القاهرة. وكشفت تقارير أمنية "قيام الحركة بتدريب أشخاص على تنفيذ هجمات بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة واضحة بتنظيم ما، بحيث تتولى تنفيذ تلك الهجمات مجموعات صغيرة من شخصين إلى خمسة كحد أقصى، على أن يتم استهداف شخصيات عامة لتحقيق أكبر قدر من الضجيج الإعلامي". وأشارت التقارير الأمنية إلى أن "حركة حسم تضم كوادر شبابية مما يسمى تحالف دعم الشرعية، وأخرى تدين بالولاء لتنظيم أنصار بيت المقدس الموالي لداعش ممن دفعتهم الضغوطات الأمنية المكثفة بشمال ووسط سيناء للنزوح إلى الدلتا لتنفيذ عمليات من خلال اتباع إستراتيجية الذئاب المنفردة". تطوير الخطط الأمنية وشددت التقارير على ضرورة تطوير الخطط الأمنية بما يتوافق مع تطوير التنظيمات الإرهابية لمخططاتها، وأن يتم الاعتماد بصورة أكبر على الجانب المعلوماتي بشأن العناصر التي عادت مؤخراً من مناطق الصراعات مثل سورية والعراق وليبيا، والتي لديها تاريخ بالارتباط بصورة أو أخرى بالتنظيمات المتشددة. من جهته، قال وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، اللواء فؤاد علام، إن "الهدف من مثل هذه العمليات يتمثل في رغبة تلك الحركات على أنها مازالت موجودة على أرض الواقع، وهو ما جسده إصرار ما يعرف بحركة حسم على نشر صور استهدافها منزل وموكب النائب العام المساعد، وكذلك نشر صور تأمين منزله، ورصد تحرك موكبه خطوة بخطوة، بالإضافة إلى لحظة تنفيذ العملية، مما يعني أن الهدف من العملية كان إظهار أن التنظيمات الإرهابية ما زالت تعمل".
مشاركة :