مواجهة التفحيط.. القانون وحده لا يكفي!

  • 10/8/2016
  • 00:00
  • 56
  • 0
  • 0
news-picture

بقدر ما اعلن، قبل أسابيع من قوانين جديدة لتطويق ظاهرة التفحيط، ومنها فرض غرامة بـ20 ألف ريال على ممارس التفحيط للمرة الأولى وحجز العربة لأسبوعين، مع التدرج في التشديد لتصل إلى السجن وغرامة بـ60 ألف ريال زيادة على الحجز الدائم للسيارة.. إلا أن هناك من بيننا من لن يرتدع أو يتعظ. وربما تكون وفاة أحد أبرز نجوم ظاهرة التفحيط في بلادنا، قبل أكثر من أسبوع، نقطة تعيد إلى الواجهة النقاش حول الظاهرة المفجعة، والتي تسلبنا في ثوانٍ فلذات أكبادنا وزهور عمرنا.. وتضربنا في أثمن ما نملك.. شبابنا جيل المستقبل. الإحصاءات الرسمية، تكشف عن تعرض سائق واحد على الأقل لحادث مرور كل ثانية، فيما يلقى ما لا يقل عن 20 شخصا، أغلبهم من الشباب، حتفهم يوميا لأسباب تتعلق بالسرعة أو التفحيط أو القيادة الخطرة أو لعدم الانتباه. وهنا نكون أمام المعضلة الحقيقية، إذ بغض النظر عن حوادث المرور المعتادة، نجد أن هناك من يعمد إلى التفحيط، كجزء من ثقافة الاستمتاع الخطر بالقيادة حسب تعبير أحد التقارير الإعلامية، وليكون خلال سنوات مضت ظاهرة مميتة، تنتهي في الأغلب الأعمِّ بمأساة إنسانية وأسرية واجتماعية مرعبة. وللأسف الشديد، هناك من ينظر للتفحيط، على أنه رياضة شعبية وطنية، دون أن يدرك أنها وإن كانت استعراضاً للمهارة والمقدرة، تقلد الراليات الشهيرة، إلا أنها في الحقيقة رحلة بحث عن الموت بدون ثمن أو هدف، في غياب وعي الأسرة التام عما يفعل الأبناء في إساءة استخدام المركبة، والأخطر انعدام الأمان والرقابة. قد يكون صحيحاً، ما ذكره البعض، من أن ضحايا التفحيط من القتلى يفوق شهداء الاعتداءات الحوثية على حدودنا الجنوبية، ومع ذلك فإن هناك من لا يزال يمارس هواية الانتحار العلني باسم هذه الهواية الخطرة، الأمر الذي يعني بصراحة أن الإجراءات القانونية الجديدة قد لا تكون كافية أو رادعة، خاصة وأن هؤلاء المفحطين، لا يلحقون الأذى بأنفسهم فقط، ولكنهم أيضاً يعرضون الأبرياء المحيطين بهم للخطر كذلك. دعوني أقول، إن التوعية وحدها لا تكفي، صحيح أنها خطوة أولية لشبابنا لفهم مخاطر القيادة الخطرة، ولكننا نحتاج إلى تطبيق قوانين أكثر تجريماً وردعاً، تجعل أي شخص يعيد التفكير مرات ومرات، قبل أن يخاطر بالتفحيط أو حتى زيادة السرعة وتجاوز الإشارات الحمراء. بلدنا ليس في حاجة لمزيد من الكوارث الاجتماعية، وإذا كنا ننادي بالترشيد الاقتصادي في هذه المرحلة الحرجة، إلا أننا بحاجة لترشيد أكثر انضباطاً في العديد من سلوكياتنا المتهورة وعلى رأسها حوادث المرور وظاهرة التفحيط القاتلة. وقفة ليس المهم أن نعالج ظاهرة ما بصورة وقتية، ولكن علينا ممارسة التثقيف والتوعية بصورة أشبه ما تكون باستمرارية الثقافة في هذا الشأن أو ذاك.

مشاركة :