عام التعايش الإيجابي | سهيل بن حسن قاضي

  • 10/11/2016
  • 00:00
  • 43
  • 0
  • 0
news-picture

التعايش شيء لا بد منه في حياة الأمم والشعوب وعلى المستوى الإقليمي كذلك، ويصل إلى البيت الذي يعد نواة المجتمع. وتمر بلادنا بظروف مالية ناجمة عن انخفاض أسعار النفط ونحاول جميعاً الحكومة والشعب أن نتعايش مع هذا الواقع الذي صحبه بعض القضايا الأمنية والسياسية والتي استوجبت ضخ الأموال والتضحية حتى بالنفس في سبيل توفير بيئة استقرار مناسبة. فالزيادات التي طرأت على أسعار المحروقات والماء والكهرباء أعقبه إيقاف معظم البدلات التي كانت تصرف مع رواتب موظفي الدولة في العام الجديد وبعض الإجراءات الأخرى المصاحبة استوجبتها الضرورات التي عادة تبيح المحظورات، والموقف والحدث يغير النمط الاستهلاكي للفرد والجماعة. ونذكِّر بعضنا بعضاً أننا ندفع ثمن السلام والاستقرار وقد تم الصمود لعام ونصف مما أرهق ميزانية الدولة فكان لا بد من المنهج الترشيدي الذي قد يكون سبباً في تصحيح بعض المسارات الخاطئة. في مثل هذه المواقف تتجلى الوطنية الحقة وتظهر الناس على معادنهم، والرجال خلقوا أصلاً للمهام الصعبة وهناك من وقف داعماً بماله ونفسه ،وقلة قاموا بتحويل أموالهم إلى الخارج.. في أعقاب المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا وما أحدثته من هزة قام عدد من رجال الأعمال بضخ ما يقرب من عشرين مليار دولار في البنوك في سبيل الحفاظ على سعر صرف الليرة التركية وهو واحد من النماذج المشرفة التي تُؤدَّى من المجتمع للوطن، ولست الآن بصدد تعديد هذه المواقف الوطنية. عوداً على بدء فلا سبيل إلا التعايش الإيجابي مع التغييرات التي حدثت، وفي هذا السياق أذكر زميلاً لي الدكتور سيد فتحي الخولي كتب في الشرق الأوسط في عام 1410هـ ثلاث مقالات يحث فيها المستهلكين على تخفيض نفقاتهم وأورد أمثلة عديدة لا أذكر منها سوى واحدة لأنها لامست شيئاً كنت أمارسه كل يوم وهو الذهاب إلى التسوق أثناء الصوم وما يترتب على ذلك من مشتريات غير ضرورية ،ولعل الزميل العزيز يعيدها إلى أذهان القراء ،وما أشبه اليوم بالبارحة. كما تردد عبر وسائل التواصل نصائح نسبت إلى الرئيس التنفيذي لأحد البنوك المحلية وأكد على ضرورة تحديد الأولويات والاحتفاظ بجزء من السيولة للطوارئ والابتعاد عن سوق الأسهم وعدم الانسياق وراء العادات الاستهلاكية السيئة في المناسبات وغيرها وإعادة النظر في العمالة المنزلية والابتعاد عن شراء الكماليات وغيرها من النصائح ،وربما أضيف لها الأهمية البالغة في مراجعة استهلاك الأسرة كاملة في الهواتف المحمولة التي أثبتت الدراسات أنها تمثل من 7-20% في بعض الحالات من دخل الفرد وهو أمر خطير للغاية. أختم ببعض الأبيات التي أرسلت إلي: وكن راضياً لا تسخطن لشدة كما الشوك لا يعطي الرحيق ولا العنب إذا المرء لم يرضَ بما ربه وهب فلن يغنه مال وإن زاد ما كسب فكن راضياً ترضي الإله بأمره .. فدرب الرضا نور ونبت الرضا ذهب. Qadis@hotmail.com

مشاركة :