متابعة - صفاء العبد : يقف العنابي اليوم عند مفترق الطرق وهو يواجه المنتخب السوري عند الساعة السابعة مساء على ملعب البطولات، استاد جاسم بن حمد بنادي السد، ضمن الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الأولى لتصفيات الحسم الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم "روسيا 2018 ". وسيكون الفوز هو شعار العنابي في هذه المباراة وخياره الوحيد فيها حيث يبحث عن أول انتصار في هذه المرحلة من التصفيات بعد كان قد تعرض لثلاث هزائم في مبارياته الثلاث السابقة وكانت أمام إيران في طهران ( صفر - 2 ) وأمام أوزبكستان في الدوحة ( صفر - 1 ) ثم أمام كوريا الجنوبية في مدينة سوون الكورية ( 2 - 3 ) يوم الخميس الماضي وهو ما دفع به نحو المركز السادس والأخير في مجموعته بدون نقاط بينما كان المنتخب السوري قد حصد حتى الآن أربع نقاط من مبارياته الثلاث السابقة التي أنهاها بالخسارة بهدف وحيد أمام أوزبكستان في طشقند ثم التعادل سلباً مع كوريا الجنوبية في ملعبه الافتراضي بماليزيا وأخيراً الفوز على الصين في الصين بهدف وحيد وهو ما جعله يشغل المركز الرابع حالياً بفارق ثلاث نقاط عن إيران وكوريا وبفارق نقطتين عن أوزبكستان. ورغم الفارق على مستوى حصيلة النقاط والموقف في المجموعة إلا أن المؤشرات تصب في مصلحة العنابي، ليس فقط لأنه يلعب على أرضه وبين جمهوره المطالب بالوقوف خلفه بكل قوة، وإنما أيضاً بسبب الرغبة الجامحة للاعبينا الباحثين عن فرصة التعويض عما فقدوه في مبارياتهم الثلاث السابقة التي خسروها بسيناريوهات متشابهة تقريباً حيث كانوا قد قدموا فيها عروضاً طيبة لكنهم دفعوا ثمناً باهظاً لسلسلة الأخطاء الفردية التي عانوا منها إلى جانب معاناتهم أيضاً من مشكلة ضعف اللياقة البدنية بطريقة لا تتفق أبداً مع ما كنا نتوقعه وفقاً لبرنامج الإعداد الطويل والمكثف الذي خضعوا له تحت قيادة المدرب السابق كارينيو سواء في استعداداتهم لهذه المرحلة أو على مستوى الاستعداد العام للتصفيات كلها. وربما يكون مهماً هنا التذكير بأن العنابي كان قد أحرج الإيرانيين على ملعبهم ووسط جمهورهم في مباراته الأولى قبل أن يخسر بهدفين متأخرين من خطأين فرديين في الوقت القاتل، ثم عادت الأخطاء الفردية هذه لتتسبب بخسارته المباراة الثانية وبهدف وحيد أمام أوزبكستان رغم أرجحيته فيها أغلب زمن الشوطين، في حين جاءت خسارته الثالثة بطريقة دراماتيكية مؤلمة أمام كوريا الجنوبية وذلك بعد أن فرط بتقدمه بهدفين لهدف في الشوط الأول عندما قبل بهدفين آخرين في مرماه بغضون دقيقتين فقط ليخرج بالتالي بتلك الخسارة الموجعة فعلاً.. ومع أنها المباراة الثانية التي يخوضها تحت قيادة مدربه الجديد الأورغواياني فوساتي، بعد مباراة كوريا الخميس الماضي،إلا أن التوقعات تذهب نحو إمكانية أن يسجل العنابي فيها خطوته الأولى على الطريق الصحيح من خلال الفوز الذي لابد منه حيث عكست التدريبات الأخيرة حجم إصرار لاعبينا على تجاوز عنق الزجاجة وبدء رحلة البحث عن فرصة المنافسة على المركز الثالث في المجموعة وهو المركز الذي يؤهل صاحبه لخوض الملحق القاري ومن ثم الملحق العالمي أمام رابع الكونكوكاف للحاق بركب المتأهلين لكأس العالم. وليس من شك طبعاً في أن فوساتي كان قد سجل بداية طيبة مع العنابي في مباراته السابقة أمام كوريا الجنوبية وتحديداً في شوطها الأول لكنه مازال بحاجة إلى جهد أكبر لمعالجة ما يمكن معالجته وخصوصاً على مستوى الأخطاء الفردية التي أطلت برأسها من جديد تحت قيادته بعد أن سبق وإن كانت حاضرة بعهدة سلفه ومواطنه كارينيو خلال مباراتي إيران أوزبكستان..وفي كل الأحوال فإن مباراة اليوم ليست سهلة على الإطلاق خصوصاً وأن المنتخب السوري قادم بمعنويات عالية بعد ما حققه أمام كوريا والصين .. والحال هذا يجعلنا نتوقع منه أن يقدم مباراة كبيرة أمام العنابي سعياً لتعزيز رصيده وبالتالي الإبقاء على حظوظه في التنافس بقوة في هذه المجموعة رغم كل ما قيل بشأن فقر برنامجه الإعدادي وعدم خوضه لأي مباراة تجريبية قبل هذه المرحلة الحاسمة من التصفيات.. غير أن التوقعات هنا تذهب إلى أن المراهنة السورية ستنصب على الشق الدفاعي أولاً بحيث يلجأ إلى التركيز على الواجبات الدفاعية مثلما فعل في مبارياته الثلاث السابقة مع إضافة اللجوء إلى المغامرة الهجومية من خلال الهجمات المرتدة السريعة مثلما فعل في مباراته الأخيرة أمام الصين.ومن هنا نقول إن العنابي، وبقدر ما سيكون مطالباً بتعزيز جهده الهجومي كونه يبحث عن خيار الفوز الوحيد، بقدر ما سيكون مطالباً بالكثير من الحذر في الجانب الدفاعي أيضاً وأن يكون يقظاً في مواجهة تلك الكرات الطويلة التي كانت هي من صنعت للسوريين فوزهم في مباراتهم الأخيرة. وربما يكون مهماً جداً الانتباه جيداً إلى اثنين من الأوراق التي يراهن عليها السوريون في مساعيهم الهجومية القائمة على الهروب بالكرات المرتدة الطويلة والسريعة .. فلاعب مثل عمر الخربيين لابد وأن يوضع تحت المراقبة المشددة.. وكذلك الحال مع زميله لاعب الوسط المهاجم محمود المواس صاحب الهدف السوري الوحيد حتى الآن في هذه المرحلة من التصفيات والذي سجله في المرمى الصيني يوم الخميس الماضي ..أما عدا ذلك فإن فوساتي سيكون مطالباً في البحث عن حلول للتكدس الدفاعي الذي يمكن أن يواجهه في مباراة اليوم .. فالمنتخب السوري يمتاز حتى الآن بصلابة وحسن التنظيم الدفاعي وهو السبب المباشر الذي مكنه من الخروج بنقطة التعادل أمام كوريا في مبارته الثانية، والسبب أيضاً في معاناة الأوزبكيين الذين ذاقوا الأمرين قبل أن يسجلوا هدفهم المتأخر الوحيد في مرمى سوريا في الجولة الأولى .. وفي هذا الجانب ننتظر من سبستيان والهيدوس وتاباتا استثمار كل ما يتمتعون به من خبرة في كيفية مواجهة فريق يلعب بأغلب لاعبيه في خط الظهر وبالتالي اللجوء إلى الحلول المناسبة التي سيحددها فوساتي بالتأكيد بحثاً عن سبل النفاذ نحو المرمى السوري وبالتالي تحقيق الفوز الذي ليس بدونه أبداً يمكننا الحديث عن فرصة ممكنة أخرى في هذه التصفيات.
مشاركة :