ليست أول مرة، ولن تكون الأخيرة، التي يسعى فيها الساعون لبثّ الوقيعة بين القاهرة والرياض، بعد نجاح المصريين، بدعم السعودية، في إزاحة حكم «الإخوان». بداية؛ الموقف المصري الحالي من الأزمة السورية، غير صحيح، وغير مفيد حتى لمصر. لكن، للأمانة، مصر الدولة، لم تخفِ يومًا وجود مقاربتها الخاصة تجاه الأزمة السورية، منذ أيام المجلس العسكري إلى اليوم؛ تختلف أو تتفق معها، ليس هذا هو المهم، بل المهم هو أن المصالح والمصائر المشتركة بين السعودية ومصر، أكبر من هذا الخلاف «المهم»، فما يجمع السعودية بمصر، حاليًا، أكبر بكثير من أي دولة غير عربية، حسبما سمعت من صاحب شأن سعودي. السؤال: عند حدوث أي أزمة، من المستفيد؟ الجواب: هم من يريد إفساد العلاقة بين القاهرة والرياض، وهم أوضح من عين الشمس؛ جماعة الإخوان، ومن يتحالف معها، والمعسكر الخميني.. القصة واضحة، كيف لا يراها البعض؟! الأمر ليس دفاعًا عن شخص الرئيس عبد الفتاح السيسي، هذا أمر يخص المصريين، بل عن قيمة العلاقة السعودية - المصرية ومكانتها، وهي فوق أي قيمة ومكانة. بالعودة لتفاصيل الأزمة «المصطنعة» في العلاقات المصرية - السعودية، يجب الإيضاح أن مسرح هذه الأزمة هو «السوشيال ميديا» وفضائيات ومقالات، وبعض «المجتهدين»، وليس وزارة الخارجية في كل من البلدين، بل إن الرئيس المصري السيسي قال في ندوة للقوات المسلحة بعدما شرح أن مصر لديها رؤيتها تجاه الأزمة السورية: «لا يوجد اعتراض على ذلك من جانب أشقائنا الخليجيين». حاول البعض تفسير إيقاف «أرامكو السعودية» شحنة أكتوبر (تشرين الأول) الحالي من المنتجات البترولية الداعمة لمصر، بالتصويت المصري في مجلس الأمن، وهو أمر غير صحيح، حسبما شرح الرئيس المصري الذي قال: «هذا ليس صحيحًا.. فشحنات البترول تأتي وفقًا لاتفاق تجاري تم توقيعه في أبريل (نيسان) الماضي»، وهو الأمر الذي أكده المتحدث باسم وزارة البترول المصرية حمدي عبد العزيز بالقول: «(أرامكو السعودية) أبلغت الهيئة العامة للبترول شفهيًا مطلع الشهر الحالي بوقف إمدادات البترول لشهر أكتوبر (...) والاتفاق مع السعودية سار». ما يجمع الدول هو المصالح الكبرى، وليس الخلاف على قضية واحدة، أو العواطف والانفعالات اللحظية. المراد قوله: هناك، خارج مصر والسعودية، وداخلهما، كبعض الناصريين والموتورين تجاه السعودية، كما بعض أنصار الإخوان، و«الثورجية» في السعودية، من يسعى للوقيعة بين القاهرة والرياض. للأسف يجاريهم البعض، لماذا؟ 30 أغسطس (آب) 2013 كُتب هنا: «المهم هو تأسيس إطار يمكن فيه (التعايش) بين الخطابين؛ الخليجي والمصري، تجاه الأزمة السورية، وعدم تحويل هذا (الاختلاف) إلى مادة للشقاق، والتراشق. الأمر لا يحتمل مثل هذا».
مشاركة :