ازدادت الأوضاع سوءاً في الوحدة بعد أن أعلن رئيس اللجنة العليا المكلفة بتنظيم شؤونه صالح كامل استقالته وابتعاده عن النادي المكي، ووضعت الاستقالة الإدارة الحالية برئاسة علي داود في موقف لا تحسد عليه خصوصاً وأنها جاءت أثناء إعداد الفريق للموسم المقبل الذي سيلعب فيه في دوري الدرجة الأولى، وهو ما يهدد استعدادات الفريق الأحمر لدوري "ركاء" كون علي داود وإدارته ليس بمقدورهم توفير المادة للنادي بسبب اعتمادهم طوال الفترة الماضية على صالح كامل دون غيره من الشرفيين الذين هُمشوا وأبعدوا عن النادي بطريقة أو بأخرى. الجماهير الوحداوية وضعت أيديها على قلوبها بسبب الفراغ الإداري الذي يعاني وسيعاني منه ناديهم في الفترة المقبلة، فالرئيس ذكر غير مرة أنه حضر لرئاسة الوحدة استجابة لطلب صالح كامل، واليوم بعد أن ابتعد الأخير عن النادي المكي من الطبيعي الا تكون هنالك رغبة لدى علي داود في الاستمرار لا سيما وأن إدارته بحاجة لأكثر من 13 مليون ريال لإعداد الفريق للموسم المقبل ولن تجد أبداً من يوفر لها هذا المبلغ بعد رحيل صالح كامل الذي كان سند الإدارة الحالية. الرئاسة العامة لرعاية الشباب اخطأت في حق الوحدة عندما أقرت الجمعية العمومية لانتخاب إدارة جديدة بعد شهرين، إذ سيتسبب هذا التوقيت فيما لا يحمد عقباه للنادي المكي، فالإدارة الحالية برئاسة علي داود تعلم جيداً بأنها ستغادر أسوار النادي بعد فترة قصيرة وهو ما من شأنه أن يؤثر على عملها وإعدادها للفريق الذي سيكون وحده الضحية وقد يدفع الثمن غالياً في الموسم المقبل بالبقاء سنة ثانية في دوري الدرجة الأولى أو الهبوط لدوري الدرجة الثانية. الوحداويون رفضوا قرار الرئيس العام لرعاية الشباب بتكليف الإدارة الحالية منذ صدوره إذ وقفوا ضد التكليف وطالبوا بعقد جمعية عمومية لانتخاب إدارة جديدة لمدة أربعة اعوام خلفاً لإدارة جمال تونسي بحثاً عن الاستقرار الإداري الذي سينعكس إيجابياً على مسيرة النادي، بيد أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب أصرت على قرارها قبل أن توافق مؤخراً على الجمعية العمومية وهو قرار متأخر أثر كثيراً على الوحدة في الفترة الماضية وستبقى آثاره حتى الموسم المقبل. المحزن بالنسبة للوحداويين أن اللجنة العليا التي كُلفت بتنظيم شؤون الوحدة جعلت ناديهم العريق يعتمد كلياً على صالح كامل دون غيره من محبي النادي وشرفييه الذين هُمشوا وهُمش مجلسهم الشرفي الذي توارى عن الأنظار وأصبح لا وجود له، حتى أن رئيس الوحدة علي داود وعضو اللجنة العليا المكلفة بتنظيم شؤون النادي محمد الطيب اختلفا في أحد المؤتمرات الصحفية حول وجوده، فأحدهم ذكر للإعلاميين أنه لا يوجد مجلس شرفي وجارِ العمل على إعادة هيكلته بعد استقالة أجواد الفاسي بينما أكد الآخر بأن المجلس الشرفي موجود. اعتماد الإدارة الوحداوية على صالح كامل وحده أبعد الشرفيين عن دعم النادي باستثناء قلة منهم وجدوا التقدير والترحيب من الإدارة، واليوم بعد رحيل صالح كامل واستقالته من منصبه وجد مسيرو النادي أنفسهم في مأزق حقيقي قد يعصف بالنادي ويجبرهم على الابتعاد أو الغرق في الأزمات المالية. المشجع الوحداوي المغلوب على أمره لا يريد الآن سوى إدارة جديدة منتخبة تترشح لخدمة النادي وحده لا لخدمة ذاتها أو أي شخص آخر، فالنادي المكي العريق لا يمكن أن يقف يوماً على أحد فهو غني برجاله الذين ينتظرون أن تتاح لهم الفرصة خلفاً للإدارة الحالية التي لم توفق في مهمتها وقادت النادي نحو المجهول إذ أعادته لدوري الدرجة الأولى بعد موسم هو الأسوأ له منذ عشرات السنين، بالإضافة إلى تفريطها في عدد كبير من النجوم لعل أبرزهم إبراهيم الزبيدي وأحمد الموسى وماجد بلال وعدنان فلاته وعلي مدحلي وسلمان الصبياني وإسلام سراج. لعل أكثر ماتتمناه الجماهير الوحداوية من صناع القرار في الكرة السعودية أن يُقدم موعد الجمعية العمومية حتى تبدأ الإدارة الجديدة مهمتها قبل بداية الموسم وُتعد الفريق جيداً للمنافسات المقبلة لاسيما وأن الإعداد الذي تراه حالياً من مسيري النادي لا يُبشر بالخير ويُنبئ بموسم يماثل الموسم الماضي في السوء إن لم يكن اسوأ منه خصوصاً بعد أن أعلن الداعم الأول والوحيد للإدارة الحالية صالح كامل ابتعاده ورفضه توفير ال13 مليون ريال التي يحتاج لها الفريق حتى يستعد للموسم المقبل. مسؤولو الرياضة السعودية عليهم الاستفادة جيداً من درس الوحدة وما وصل إليه هذا النادي العريق بسبب قرارات التكليف، وأن يبتعدوا قدر الإمكان مستقبلاً عن مثل تلك القرارات التي تُعيد الأندية خطوات للخلف، فصناديق الاقتراع والانتخابات وحدها من تقود الأندية نحو الأفضل، أما قرارات التكليف فلا تجلب عادة إلا المشاكل.
مشاركة :