في مجتمع "وش يقولون علينا الناس؟" تجد ظواهر كثيرة تستحق التأمل، يكفي أن تتجول في الشوارع في ليلة من ليالي آخر الأسبوع لتجد تجسيداً واضحاً للأخلاق العامة السائدة. ظاهرة الاستعراض بالسيارات والموسيقى العالية مازالت تتوارث جيلاً بعد جيل، التصرفات المراهقية للفت النظر من صراخ بصوت مرتفع والألفاظ الخارجة هي نمط سائد مرادف لمظهر "الكوووول" أو العصرنة. الضياع في الأسواق والتحرك بلا هدف لتضييع الوقت مظهر من مظاهر العولمة كما يبدو مع لمسة محلية حيث نضيف عليها شيئاً من خصوصيتنا تتلخص في تصرفات واضحة من شباب من الجنسين تثير قرفك أحياناً وتجعلك تتوقف وتسأل نفسك؛" هل حقيقة انني أنتمي لجيل آخر لم يعد يعرف ملامح المرحلة الحالية؟" الاستعراض المظهري سمة طاغية، البعض يعتقد أن قلة الأدب لفظاً أو تصرفاً تنتمي لمنهج اللطافة أو الاستظراف، ان تسمع أحدهم أو إحداهن يعلقان بصوت عال بطريقة أقل ما توصف به انها قذرة على شكل أو ملبس أحد المارين أمامهم أو يتطاول على موظف كاشير أو نادل في مطعم ينتهي بأن تلتفت لمن معك وأن تهز كتفيك متحسراً على الأخلاق. أن تلاحظ تطاول أحدهم على امرأة ومضايقتها أو تحركه بالسيارة التي تهتز يميناً وشمالاً على أنغام راقصة بحيث يكاد يصدمك موقف قد تكون تعودت عليه حيث تكتفي بالتذمر من قلة التربية أو تجعله موضوعاً تناقشه مع أصدقائك وأنت تذكر لهم أمثلة عن الانحدار الأخلاقي! قد تتناقل لقطة "يوتيوب" توثق موقفاً في مكان عام يعتقد مصوره والمعلقون عليه أنهم يمثلون السقف الأخلاقي وتكتفي بأن تعلق عليها متحسراً على ما تبقى من القيم أو مناقشاً مفهوم الخصوصية ومعنى التعدي على الآخرين متسائلاً لماذا تخرج التقنية أسوأ مافينا؟ ليرد عليك آخر بمنطقية وهل هذا هو السائد؟ بودي أن أسأل سؤالاً غبياً جداً؛" ما هي الأخلاق العامة السائدة في مجتمعنا؟". وإذا كنت تعتقد أننا نفتقر لأبسط قواعد التعامل في الأماكن العامة وأننا كمجتمع نعاني من أزمة أخلاقية تعاملية، ماذا فعلت غير التذمر والتناقش مع أصدقائك أو في تغريدة في هاشتاق مشتعل؟ ترى هل نحتاج لمبادرة اجتماعية تذكر بالأخلاق التعاملية العالية بعيداً عن موضة صورني مع عمال البلدية! هل نحتاج إلى التذكير بأن وجود المرأة في مكان عام لا يعني أنها حق عام؟ هل نحتاج أن نذكر أنفسنا بكلمة لو سمحت ومن فضلك ومفهوم الطابور وأهمية الحديث بصوت منخفض أم ان هذه أمور تافهة وغير مهمة؟
مشاركة :