فقط منذ بضعة أسابيع كان هناك حملة عنيفة عبر البرامج التلفزيونية والإذاعية ووسائل التواصل الاجتماعي على مدرب المنتخب السعودي، الهولندي مارفيك الذي قيل إنه يقود المنتخب بالريموت كونترول بعدما ترك الرجل أهم اللقاءات مثل مواجهة الأهلي بالاتحاد ليحلل الدوري الإنجليزي لإحدى القنوات وزاد الانتقاد بعد الفوز «الصعب» على تايلاند بضربة جزاء وصفها البعض من المحللين السعوديين الفضائيين بأنها غير صحيحة ووصلت الأمور إلى حد المطالبة بإقالة الرجل، ولم تتوقف الانتقادات رغم الفوز على العراق بهدفين متأخرين أيضا من ضربتي جزاء. وقيل الكثير عن العقم التهديفي من الكرات المتحركة وعن مشكلة رأس الحربة وعن ضعف الكرة السعودية في هذا المركز حاليا وحتى في مركز صناعة اللعب وسط تشاؤم كبير من فكرة التأهل لكأس العالم، ولكن الأمور تغيرت بعد التعادل مع أستراليا في جدة وبعد الأداء الكبير من اللاعبين وتغييرات المدرب التي أثمرت عن هدف التعادل بتوقيع المبتعد منذ فترة عن المنتخب ناصر الشمراني. وقبل لقاء الإمارات شدد السعوديون على أن المباراة قد تكون الأهم في التصفيات خاصة بعد تعادل اليابان وأستراليا لأن الأخضر لو فاز سيتصدر ولأن المنتخب سيلعب بعدها 4 مباريات من أصل ست متبقية خارج أرضه مع أستراليا وتايلاند واليابان والإمارات ولكن لا أشد المتفائلين بالمنتخب السعودي ولا أشد المتشائمين بالمنتخب الإماراتي توقعوا هذه النتيجة ولا هذا السيناريو، حيث انتفض السعوديون في آخر 17 دقيقة وسجلوا ثلاثة أهداف أحدها عالمي بتوقيع البديل فهد المولد وثانيها بتوقيع المتميز عام 2016 نواف العابد وثالثها ببصمة يحيى الشهري، فوزٌ أطلق شرارة التفاؤل بالوصول لمونديال روسيا وغيّر النظرة إلى مارفيك وأوقف الحديث عن مشكلة رأس الحربة وجعل الجميع يتحدثون عن منتخبي 2007 و1994 ولم نسمع بكلمة انتقاد إعلامية واحدة لا للتشكيلة ولا للمدرب ولا لاتحاد الكرة فيما انتقلت المشكلة إلى المنتخب الخاسر الذي أطلقت جماهيره هاشتاق إقالة مدربه مهدي علي وسط حالة إحباط كبيرة وتشاؤم من بقية المشوار. الصبر على المدربين مفيد وعدم التسرع في إطلاق الأحكام وكأنها حقائق وثوابت مفيد أكثر والتعقل عند الانفعال أساس النظرة الصائبة وعدم التسرع في اعتبار المنتخب وصل فعلا إلى روسيا ضروري، حتى لا يتهاون اللاعبون أو يعتقدوا أنهم وصلوا فعلا، فالمشوار ما زال طويلا وكل مباراة يجب أن تُلعب على أنها مباراة كؤوس.
مشاركة :