انتشر خبر حل مجلس الأمة، وكأنه خيار واقع لا محال. تعودنا أن تنتشر الإشاعات بين الحين والآخر، وليس مستغرباً أن يقع المحذور أو خبراً كهذا إن اقتضت المصلحة والضرورة (صدر مرسوم الحل أمس). المفارقة المضحكة، أن حل المجلس كان هدف الكثير من أبناء الشعب والمعارضة بعكس توجه معظم النواب والمستفيدين في أدوار الانعقاد السابقة. لكن مع قُرب دخول دور الانعقاد الأخير، أصبح الرأي معكوساً. فالمعارضة وغالبية الناس لا تريد للحل أن يقع كي تتخلص من العديد من النواب بسبب سوء الاداء، في حين أن المستفيدين يريدون الآن للحل أن يقع كي ينقذوا ما تبقى من ماء وجههم بذريعة أنه «مجلس ذو مخالب». المجلس أو غالبيته، ساقط من أعين الشعب كونه لا حول له ولا قوة سوى الرضوخ لما تملي عليه الحكومة. توجد شواهد كثيرة على هذا الانصياع التام، أتذكر على سبيل المثال دهشة النواب لقرار الحكومة برفع الدعوم مقارنة بالوعود التي قطعتها على نفسها أمامهم باجتماع اللجنة المالية، ودهشتهم لتصرفات الحكومة اللين مع أرباب الفساد في الرياضة الكويتية. بشكل عام أصبح موقف المجلس تابع لما تريده الحكومة. هذا فضلاً عن تنسيق مواقفهم مع بعض لتسويق «الحيل السياسية» على المجتمع، من قبيل مشروع «عافية» لكبار السن والعلاج السياحي وافتتاح مستشفى جابر وحرائق وسرقة جامعة صباح السالم وخلافه. من هنا تعرف أن الاستجوابات الأخيرة ما هي إلا تمثيلية تُسعد الحكومة وتؤنسها أكثر مما تفزعها وتقلقها. ومن يتحمل الفاتورة أنتم يا شعب الكويت، وبالأخص المعارضة السياسية السيئة التي تفرغت للشحن العقائدي وتركت العمل السياسي فارغاً للحكومة لتلعب كيفما تشاء. أعيدوا من جديد أوراقكم الصحيحة وتصدوا للمرحلة المقبلة بقليل من المسؤولية والإحساس الوطني! hasabba@
مشاركة :