وسّعت القوات النظامية السورية أمس نطاق سيطرتها في الغوطة الشرقية لدمشق بعد معارك عنيفة مع فصيل «جيش الإسلام»، فيما شهد ريف حماة الشمالي (وسط البلاد) مزيداً من المواجهات، حيث تحاول الحكومة السورية استعادة السيطرة على عشرات القرى والبلدات التي سقطت في أيدي فصائل مقاتلة وإسلامية منذ أواخر آب (أغسطس) الماضي. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير من الغوطة الشرقية أمس إلى «معارك عنيفة» تدور منذ فجر الثلثاء بين «جيش الإسلام» من جهة، والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في محوري تل كردي وتل الصوان «في محاولة من قوات النظام توسيع نطاق سيطرتها في المنطقة». وذكر أن القوات الحكومية تمكنت فعلاً من التقدم وبالتحديد في منطقة معمل سبيداج، لافتاً إلى مقتل خمسة من المعارضين المسلحين. وأفاد «المرصد» أيضاً بأن طائرات حربية نفذت 4 غارات على محيط بلدة الريحان وبلدة الشيفونية في الغوطة الشرقية، مضيفاً أن هدف القوات النظامية «الوصول إلى طريق الإمداد الواصل من دوما والريحان إلى تل كردي وتل الصوان» وهي معاقل «جيش الإسلام» في غوطة دمشق الشرقية. أما شبكة «مسار برس» المعارضة فأوردت أن القوات النظامية سيطرت «على عدد من النقاط في بلدة الريحان بعد قصف مكثف»، وأنها تحاول «التقدم أكثر باتجاه مدينة دوما وإطباق الحصار عليها من جهتها الشرقية»، مشيرة إلى مقتل ستة من الجنود الحكوميين. أما في العاصمة دمشق، فذكرت «مسار برس» أن الفصائل تصدت لمحاولة القوات النظامية «التسلل باتجاه حي جوبر» وقتلت ثلاثة من المهاجمين. وفي وسط البلاد، أفاد «المرصد» بأن الطيران الحربي والمروحي قصف صباح أمس اللطامنة ومورك ولحايا وصوران وبلدة طيبة الإمام في ريف حماة الشمالي، وسط قصف صاروخي مستمر على المنطقتين الأخيرتين. وأوضح أن القصف والغارات على صوران وطيبة الإمام هو «تمهيد من قوات النظام لتنفيذ هجوم جديد ومحاولة استعادة المناطق التي خسرتها منذ 29 آب الفائت»، في إشارة إلى تاريخ بدء مجموعة من الفصائل المقاتلة والإسلامية هجومها الواسع في ريف حماة. وشنّت القوات النظامية في الأيام الماضية هجوماً معاكساً استعادت خلاله السيطرة على قرى وبلدات معردس والإسكندرية ومعان والطيسية وكراح وحواجزها وخفسين والقاهرة والشعثة وحواجزها وكوكب والكبارية وراس العين وتل أسود وجنينة غربية «فيما لا يزال عدد مماثل من المناطق تحت سيطرة لفصائل». وتابع «المرصد» أن القوات النظامية استقدمت تعزيزات عسكرية إلى المنطقة في محاولة لـ «استعادة السيطرة على كامل المناطق التي خسرتها». ومن أبرز هذه المناطق التي لا تزال خارج سيطرة النظام حلفايا وصوران وطيبة الإمام. وفي شرق البلاد، قال «المرصد» أن الطيران الحربي قصف قرية الصبحة في ريف دير الزور الشرقي، ما أسفر عن سقوط جرحى، كما شن غارات على قريتي البصيرة وجديد عكيدات في الريف الشرقي أيضاً. أما في مدينة دير الزور فقصفت القوات النظامية أحياء الشيخ ياسين والحميدية والحويقة، فيما حصلت معارك بين الجيش النظامي وتنظيم «داعش» على أسوار مطار دير الزور العسكري ومحيط اللواء 137. وفي محافظة الحسكة المجاورة، تحدث «المرصد» عن انفجار عنيف في ريف مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، تبين أنه ناجم عن انفجار سيارة مفخخة عند تمركز لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية في قرية جلال، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من عناصرها.
مشاركة :