لمن تُقرع أجراس الموصل؟

  • 10/19/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الحرب على أعتاب الموصل لتحريرها من "داعش"، فرقاء محتشدون على جبهة واحدة، وأهازيج احتقان طائفي وأيديولوجي تقرع طبول الخلافات -الموجودة أصلاً- بينهم. نموذج الحرب المستوردة كل الطرق إلى النزاع تؤدي إلى الموصل؛ حيث دولة التنظيم الرجعي المهووس بقطع الرقاب، وحكومة الدولة العراقية المفككة المهترئة التي تدير جيشاً من الهاربين من ساحات القتال، وتخدم ميليشيات طائفية تنتهك العراقيين وتقتلهم وتحشد المقاتلين المحليين لصالح النفوذ الأجنبي الإيراني. العبادي -بصوت إيراني ربما- يتوعد أردوغان في حال شاركت قواته بالمعركة ويقدم طلباً عاجلاً لمجلس الأمن لبحث التدخل التركي، بينما تراهن تركيا إلى جانب السعودية على المدينة كعنصر حسم قوي للصراع السُّني - الشيعي -الدولي- الدائر والمستورد من سوريا، إلى جانب حلب تطل الموصل كمدينة أخرى مهشمّة، تحتضن الصراع على قيادة المنطقة، تحذر السعودية من مشاركة قوات الحشد الشعبي في عملية التحرير، اتهامات وُجهت إلى ميليشياتها بقتل المدنيين وارتكاب جرائم حرب، وتهجير للسكان السُّنة والأكراد من المناطق التي حررتها من أيدي داعش، السعودية متهمة أيضا بأفعال مشابهة في حربها الدائرة فى اليمن، روسيا تدعم النظام الأسدي وحرس إيران الثوري في سوريا، وتقف بالمرصاد ضد وقف القصف على حلب، بينما تعبر عن لا شيء تجاه الوضع العراقي، مصالحتها الأخيرة مع تركيا قد تكون منعتها من اتخاذ موقف صريح من الحراك العسكري التركي. مَن يسكن الخراب؟ السعودية وتركيا، كلتاهما تخشى من تغيير ديموغرافي جذري يقتلع السُّنَّة -العرب والكرد والتركمان وهم أغلبية السكان- من الموصل، عملية الاقتلاع تلك التي سيقوم بها ولا شك حشد القوات الشعبي، ممثل إيران العسكري على أرض العراق، في حين يوجد ثلاثة آلاف مقاتل سُني من أبناء المدينة دربهم عسكريون أتراك في معسكر بعشيقة في محافظة نينوى شمالي الموصل، ذلك المعسكر الذي يطالب العبادي الأتراك بالانسحاب منه. وعلى ذات المنوال تحث منظمة بدر، وهي أبرز فروع الحشد الشعبي، "أردوغان على العودة إلى رشده وسحب جنوده قبل إعادتهم في صناديق". "داعش" كانت قد هجّرت أقليات المسيحيين والإيزيديين والشيعة، فإذا انقلبت الآية وصارت المدينة حكراً على الحشد، يصبح المعتاد من سياسة التهجير مستساغاً إذاً بحجة رد الصفعة إلى داعش، بإجلاء سكان المدينة النازحين من البداية أصلاً، بالطبع وفي الحالتين لن يعود لا المسيحيون ولا غيرهم من دون الشيعة. الهزيمة الكبرى ما بعد النصر في حين تعرض تركيا خدماتها على قيادة التحالف الدولي فإنها تعد بإيجاد خطة بديلة في حال الرفض، الحرب التي قد تشرد مليون شخص، كما تقول الأمم المتحدة، ربما لن تكتفي بذلك فقط، لنتصور أن تنظيم الدولة انهزم، أو انسحب كما يرد فى آمال أعظم متفائل بالمعركة، وهو الأمر العسير جداً على أفراد يلح عليهم واقعهم بالقتال إلى اللحظة الأخيرة، وقد أعدوا المكان لحرب عصابات طويلة الأمد، بحفر الأنفاق، وإحاطة المدينة بخندق باتساع مترين، لنتصور فقط أن المعركة قد انتهت بدحر داعش نهائياً، فما الذي يبقى غير قوات تركية وعراقية سنية مدعومة من السعودية، في مواجهة جيش عراقى -تغلب عليه هوية شيعية- وقوات حشد تصرح علانية بطائفيتها، ويتبقى أيضاً قوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان، الذي يناوئ قائده سياسات العبادي، وقوات حزب العمال الكردستاني الذي استقر مقاتلوه بسنجار بعد تهجير الإيزيديين منها، لا يدري المرء كيف هبط الحزب فجأة إلى الساحة العراقية، وهو الذي يرغب في كسب شرعية على الأرض تمحو عنه صفة الإرهاب المرتبطة بعدائه الأيديولوجي مع الولايات المتحدة، والسياسي مع الحكومة التركية، التي من ضمن الأسباب القوية لدخولها الحرب هي منع الحزب من اتخاذ قاعدة على الأرض بعيدة نسبياً عن متناول أيديها. إن تشارك هؤلاء جبهة واحدة فى ساحة الحرب، فكيف يتشاركون أرضاً تشعل بينهم قبل تحريرها سجالاً على من هو أولى بأن يفعل؟ فإذا ما هم قد حرروها ليجدوا أنها لا تقبل القسمة، فهل نشهد نزاع أمراء الحرب على الغنيمة؟ حرب قد تتضاعف وتدعو بقية الأمراء إلى شرف أو مذلة خوضها، يبقى السؤال هو لمن تقرع أجراس الموصل؟ وهل سيكون للشعب العراقى نصيب من العرس؟ مصادر: ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :