صغار المستثمرين والجمعيات العمومية للشركات

  • 3/10/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

النسخة: الورقية - دولي تُعتبَر الجمعيات العمومية لمساهمي الشركات المساهمة العامة مناسبة سنوية مهمة فرضت عقدها القوانين وتنبع أهميتها من كونها أعلى سلطة في الهيكل التنظيمي للشركات. وانعكست هذه السلطة في الهيكل التنظيمي على قوة صلاحياتها وأهمية القرارات التي تتخذها. وثمة أهمية أيضاً لكون الجمعيات العمومية المناسبة السنوية الوحيدة التي يجتمع خلالها المساهمون بشرائحهم كلهم إلى رئيس مجالس الإدارة وأعضائها والإدارة التنفيذية والمدقق الخارجي للحسابات بالإضافة إلى مندوبين عن الجهات الرقابية وفي مقدمها هيئة الأوراق المالية وهيئة مراقبة الشركات. وخلال هذا الاجتماع يُناقَش التقرير الذي يقدمه مجلس الإدارة والبيانات المالية الخاصة بالعام الماضي وغيرها من المعلومات الجوهرية التي تفصح عنها إدارة الشركات. ومنحت القوانين إلى المساهمين جميعهم مهما كان عدد الأسهم التي يملكونها الحق بمناقشة مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية بأي ملاحظات أو استفسارات، سواء وردت في تقرير مجلس الإدارة أو البيانات المالية أو تقرير مدقق الحسابات، إضافة إلى حقهم بالاستفسار عن توقعات أداء الشركات ونمو مؤشراتها المختلفة في المستقبل وبطلب التوضيح عن تفاصيل مشاريعها التي هي قيد التنفيذ وتوسعاتها المستقبلية وقوتها في السوق وأي عقبات تواجه إدارتها، إضافة إلى توضيح مصادر أرباحها، سواء كانت تشغيلية أو استثمارية أو غير متكررة مثل بيع أرض أو مبنى أو تصفية محفظة استثمارية. ويجب الأخذ في الاعتبار أن نسبة مهمة من هذه الاستفسارات الجوهرية لا تتوافر إجابات عنها في البيانات والمعلومات التي نشرتها الشركات ووُزِّعت على المساهمين، وبالتالي يساهم الحصول على هذه الإجابات المهمة عند حضور الجمعيات العمومية بعيداً عن الاعتماد على الإشاعات، في ترشيد قرارات المستثمرين والمساهمين نتيجة سهولة احتساب الأسعار العادلة لأسهم هذه الشركات. ولا بد من الإشارة إلى أن من صلاحيات الجمعيات العمومية عزل الإدارة التنفيذية أو مجلس الإدارة إذا فشلت في تحقيق أهداف الشركات والحفاظ على حقوق مساهميها. وللجمعية العمومية السلطة في عدم الموافقة على تبرئة أعضاء مجالس الإدارة أو مدقق الحسابات إذا شعر المساهمون أن هذه الجهات لم تكن على مقدار المسؤولية وارتكبت أخطاء إستراتيجية وفشلت في اختيار الإدارة التنفيذية المناسبة القادرة على ترجمة وتنفيذ أهداف الشركات. وللمساهمين الحق أيضاً في اللجوء إلى الجهات الرقابية والقانونية إذا اقتضى الأمر ذلك. لكن اللافت في منطقتنا أن نسبة مهمة من صغار المساهمين لا يحضرون الاجتماعات العمومية السنوية للشركات التي يساهمون فيها نتيجة قناعاتهم بأن ليس لحضورهم أي أهمية ولا يقدم أو يؤخر نظراً إلى ضعف قوة التصويت الخاصة بهم عند المناقشة أو التصويت على الموافقة أو عدم الموافقة أو الاعتراض على أي قرارات مهمة أو اختيار أعضاء مجالس الإدارة أو الموافقة على تقرير مدققي الحسابات، مع الأخذ في الاعتبار أن القرارات الصادرة عن الجمعيات العمومية السنوية ملزمة للمساهمين جميعهم سواء كانوا حاضرين هذه الاجتماعات أو غير حاضرين. لكن من الأهمية المشاركة الإيجابية للمساهمين على مختلف شرائحهم في الجمعيات العمومية للاطمئنان إلى استثماراتهم وكفاءة توظيف مدخراتهم. وخلال العديد من الجمعيات العمومية للشركات المساهمة العامة في السنوات الماضية طُرِحت استفسارات وملاحظات واقتراحات وانتقادات مهمة من بعض صغار المساهمين المتخصصين كان لها تأثير مهم في إعادة النظر في الخطط والاستراتيجيات والتوسعات والنفقات الخاصة بالشركات، خصوصاً أن بعض إدارات الشركات ترحب بأي ملاحظات إيجابية ومهنية مهمة. وفي ظل حرص هيئات الأوراق المالية على حفظ حقوق المساهمين جميعهم وفي مقدمهم صغار المساهمين والمستثمرين الأجانب أو ما يطلق عليهم الأقلية، للحفاظ على كفاءة الأسواق المالية ومصداقيتها من خلال الحفاظ على مبدأ المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص في الحصول على المعلومات والمشاركة في اتخاذ القرارات، بات ملحاً وضع الآليات المناسبة بالتنسيق مع إدارات الشركات وإدارات الأسواق المالية لتشجيع المساهمين جميعهم على حضور الجمعيات العمومية من خلال توعية المساهمين لأهمية حضورهم في ظل لجوء بعض أسواق المنطقة إلى تطبيق التكنولوجيا والتقنية الحديثة في اجتماعات الجمعيات العمومية مثل النقل المباشر لهذه الاجتماعات عن طريق الإنترنت والتصويت الإلكتروني على القرارات.

مشاركة :