فيما تتابع الأنظار منذ أيام، محاصرة القوات العراقية والبيشمركة الكردية لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في مدينة الموصل، فاجأ التنظيم الجميع، أمس، بهجمات متزامنة ضد أهداف أمنية وحكومية في محافظة كركوك، سيطر خلالها على عدد من الأحياء، وقتل 17 بينهم 4 إيرانيين، ما اقتضى فرض حظر للتجول وإغلاق المساجد. وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي أعلن فجر الإثنين الماضي، انطلاق عمليات تحرير الموصل من قبضة التنظيم الذي سيطر عليها في يونيو 2014. وسيطرت البيشمركة على كركوك الغنية بالنفط عام 2014 بعد أن انسحب الجيش العراقي من المنطقة أمام تقدم مسلحي «داعش». وذكرت مصادر من كركوك، أن «داعش سيطرعلى أحياء حزيران والمنسية ودوميز ومنطقة شركة طارق»، فيما أفادت «خلية الاعلام الحربي» بأن «عصابات داعش الارهابية استهدفت فجر الجمعة (أمس) محافظة كركوك، حيث زجت بعدد من الارهابيين الانتحاريين على مديرية شرطة كركوك ومركز شرطة العدالة ومركز شرطة دوميز ومقر حزب الاتحاد الوطني ومحطة كهرباء الدبس». من ناحيته، أكد رئيس بلدية قضاء الدبس في كركوك، عبد الله نور الدين الصالحي: «مقتل 17 شخصا، هم شرطي و12 مدنياً واربعة فنيين ايرانيين بالرصاص على يد ثلاثة انتحاريين» استهدفوا محطة للكهرباء تشيّدها شركة ايرانية. وأكدت الناطق باسم وزارة الخارجية الإرانية، بهرام قاسمي، مقتل الإيرانيين، قائلاً ان «الاحصاءات الاولية تشير الى مقتل اربعة ايرانيين و جرح ثلاثة اخرين»، مؤكدا انه سيعلن المعلومات النهائية في هذا المجال لاحقا. وأفاد مصدر أمني في كركوك، بأن «قوة أمنية كردية قتلت قناصا تابعا للتنظيم، لجأ الى فندق عتيق وسط كركوك، وحررت ثلاثة عمال مصريين كانوا محتجزين كرهائن داخله». أضاف: «تمت السيطرة على منطقتي العروبة والنصر شرق المدينة بعد قتل جميع مسلحي داعش في المنطقة». وذكرت مصادر أمنية أن السلطات فرضت حظر التجول في كركوك حتى إشعار آخر، وأن رئيس ديوان الوقف السنّي، عبد اللطيف الهميم، أمر بغلق كل جوامع كركوك إلى حين استقرار الاوضاع الأمنية في المدينة. وأمس، قتلت 15 امرأة وأصيبت 50 أخريات، جراء قصف جوي للتحالف استهدف حسينية خلال مجلس عزاء لاحياء ذكرى شهر محرم في قضاء داقوق جنوب كركوك. وقال قائممقام داقوق، أمير هدى كرم: «قتلت 15 امرأة واصيبت 50 أخريات، بقصف جوي استهدف مجلس عزاء داخل حسينية في داقوق». وعلى جبهة الموصل، تواصلت المعارك على محورين: الأول في محيط ناحية بعشيقة، بين «داعش» والبيشمركة، التي بدأت هجوما على قرى سهل نينوى، أول من أمس، وأعلنت سيطرتها على قرى الناوران وباريمان والقائم، غرب بعشيقة.وتقدمت البيشمركة نحو تخوم بلدة الفاضلية التي تعتبر في محيط الموصل، تحت غطاء من القصف المدفعي للتحالف والبيشمركة المتمركز في مرتفعات الناوران. وعلى المحور الثاني، في ناحية برطلة شرق الموصل، التي سيطرت عليها القوات العراقية، أخيراً، شرعت القوى الأمنية برفع ألغام ومفخّخات التنظيم منها. وأفاد عضو مجلس محافظة نينوى، سيدو جتو، إن «الاشتباكات بين قوات الجيش العراقي ومسلحي داعش على أطراف منطقة برطلة مازالت مستمرة وان التنظيم يحاول استعادتها»، موضحاً انه «تم احباط هجمات لداعش». وأوضح مصدر عسكري إن الشرطة الاتحادية والحشد العشائري تمكنا من تحرير قريتي هرارة ونعناعة ضمن ناحية الشورة في محور القيارة، وتابع أن الجيش العراقي والحشد العشائري تمكنا من تحرير قرية دويزات، ضمن الساحل الأيسر لناحية القيّارة جنوب الموصل. وأول من أمس، دخلت القوات الأميركية على خط المواجهة المباشرة مع التنظيم، حيث أعلن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» مقتل عسكري أميركي، بانفجار قنبلة شمال الموصل، مشيراً إلى أن مقتل العسكري «مرتبط» على الأرجح بمعركة تحرير المدينة. بدوره، أكد قائد قوات التحالف في العراق الجنرال الأميركي غاري فوليسكاي، أن «التوقعات ترجح تحول معركة الموصل إلى حرب شوارع، والمدربون الأميركيون هيأوا الجنود العراقيين لمثل هذه المعارك». وكشف فوليسكاي «مشاركة مروحيات الأباتشي الأميركية في عمليات السيطرة على الموصل وضرب مقرات داعش ليلاً».إلى ذلك، أوضحت الناطقة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، رافينا شمدساني، أن متشددي التنظيم «اقتادوا 550 عائلة من قرى حول الموصل واحتجزوها قرب مواقع لهم في المدينة لاستخدامها كدروع بشرية على الأرجح»، مشيرة إلى «معلومات موثقة» من المنطقة عن أن المكتب يحقّق أيضا في تقارير عن أن «داعش» قتل 40 مدنيا في قرية واحدة.
مشاركة :