تنامي الخلافات داخل التقدم والاشتراكية المغربي بسبب بن كيران بقلم: محمد بن امحمد العلوي

  • 10/22/2016
  • 00:00
  • 27
  • 0
  • 0
news-picture

قياديو الصف الثاني في حزب التقدم والاشتراكية المغربي فكرة مشاركة حزبهم في ائتلاف حكومي يتزعمه حزب العدالة والتنمية الإسلامي، في المقابل لا تجد احتجاجاتهم صدى لدى قياديي الحزب الذين يسعون لمواصلة مسلسل التحالف في إطار الحكومة المرتقبة. العربمحمد بن امحمد العلوي [نُشرفي2016/10/22، العدد: 10432، ص(4)] المصلحة تجمع التناقضات الرباط – توجهت مجموعة من قيادات الصف الثاني برسالة حادة تحذر قيادة الحزب من التمادي في عدم التعاطي مع وجهات النظر المنتقدة للتحالف مع حزب العدالة والتنمية لتشكيل الحكومة، وألح هؤلاء على “استرجاع الحزب وتملك المؤسسات السياسية الحزبية والذود عن استقلاليتها ووضوحها الفكري والسياسي، وتطهيرها من الفساد والوصولية والانتهازية”. وتراجعت مرتبة حزب التقدم والاشتراكية في استحقاق أكتوبر 2016، حيث فاز الحزب بـ12 مقعدا فقط داخل مجلس النواب، ما اعتبره متتبعو الحزب ومناضلوه انتكاسة سياسية لهذا التنظيم السياسي الذي شارك في الحكومة السابقة بحقائب وزارية مهمة. واعتبر بيان أعضاء اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية المعارضين لسياسة الأمين العام للحزب، نبيل بن عبدالله، أن “واقع الانحراف السياسي والفكري لقوى الحركة الوطنية وفي مقدمتها حزب التقدم والاشتراكية جعل هذا الأخير يعيش انتكاسة انتخابية تعكس عمق الأزمة البنيوية المركبة التي تنخره من الداخل”. وقال محمد ياوحي، عضو اللجنة المركزية بحزب التقدم والاشتراكية، في تصريح لـ”العرب”، “إن الكل غاضب وغير راض على الوضعية الحالية، لكن للأسف هناك نسبة كبيرة مستفيدة من ترقيات وعلاوات وتعيينات غير مستحقة، وبالتالي فهي تخاف على مصالحها، مما أفرغ الحزب من المئات من الأطر التي كان يزخر بها وعوضها المئات من الانتهازيين”. وحول الأسباب التي دفعت هؤلاء إلى التعبير بعنف عن اعتراضهم على سياسة الحزب، قال محمد ياوحي، إنها “تعود إلى سيطرة الأمين العام على القرار واحتكاره لجميع السلطات بفضل لجنة مركزية أغلبية أعضائها الألف تم الإتيان بهم من أجل تمرير قرارات الأمين العام ومجموعة من المتنفذين والمنتفعين من المناصب والمكاسب”. وفي رده على بيان المعارضين قال القيادي البارز في الحزب في تصريحات صحافية، خالد الناصري، إن هؤلاء الأشخاص لا يمثلون شيئا داخل الحزب، ويرددون أسطوانة “مشروخة” منذ سنة 2011، ولم يستطيعوا أن يتجاوزا أرقامهم الهزيلة والتي لا تساوي شيئا، “كما أن كلامهم لا يرقى إلى مستوى الجدية”. ولم يقف وزير الاتصال السابق عند ذلك الحد بل اتهمهم بالقصور في التحليل، داعيا إياهم إلى “العودة إلى مقاعد الدراسة لفهم الحياة السياسية، وكلامهم لا يلتفت إليه نهائيا”. ورد محمد ياوحي في تصريحات لـ”العرب” على تصريحات ناصري حيث قال إن هذه التصريحات كانت متوقعة كونه ينتمي إلى المجموعة الضيقة للأمين العام التي استفادت من “الريع” وما زالت تنتظر تعيينا، والهدف هو محاولته عزل المعارضين بوصفهم بالأقلية التي لا تأثير لها، في حين أن الواقع يثبت العكس. وأشار محمد ياوحي، إلى أن خالد الناصري ليس له ارتباط تنظيمي وميداني بالحزب يؤهله لتكوين نظرة واقعية، فقد بقي حبيسا لبرجه العاجي في التنظير للإصلاح، واكتفائه بتخوين وترهيب كل من يختلف مع مجموعة نبيل بن عبدالله التي لا تقبل الاختلاف أو الانتقاد. وبعد لقاء جمع بين عبدالإله بن كيران والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بن عبدالله، الاثنين 17 أكتوبر الجاري، في إطار مشاورات تشكيل الحكومة المقبلة أكد بن عبدالله أن “هناك اقتناعا لدى حزبه بمواصلة الإصلاح والدمقرطة إلى جانب حزب العدالة والتنمية”، مشيرا إلى أن “الأسباب التي دفعته إلى المشاركة في الحكومة السابقة مازالت قائمة، بل توطدت أكثر للمشاركة في الحكومة المقبلة”، مبديا أمله في أن “تتشكل لمناقشة البرنامج الذي سيتم الاتفاق عليه، وكذلك الميثاق الأخلاقي”. واعتبر التيار المعارض أن القيادات داخل التقدم والاشتراكية قد تخلّت عن المشروع الوطني والديمقراطي للحزب وانسلخت عن مضمونه الطبقي والاجتماعي، لتطلق العنان لمصالحها الانتهازية والوصولية المغلفة بتعلة “المصلحة العليا للوطن وأفرغته، وبشكل ممنهج، من محتواه الفكري والسياسي وهويته التقدمية والاشتراكية ومن مبادئه ومنظومة قيمه وأخلاقه، ووضعت قطيعة مع تاريخه النضالي والكفاحي”. وفي إشارة واضحة إلى تحالف التقدم والاشتراكية مع حزب العدالة والتنمية، اعتبر هؤلاء القياديون المعارضون أن قيادة الحزب الحالية جعلت منه “إمعة وأداة ذيلية لمشروع نكوصي استبدادي بوجهيه المعاديين والنقيضين للمشروع اليساري التقدمي الذي تبلور تاريخيا داخل مدرسة حزب التقدم والاشتراكية”. ودعت القيادات إلى لملمة كل القوى وتكثيف كل الجهود واستنهاض الهمم الكامنة في وجدان المناضلات والمناضلين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتطهير ما يمكن تطهيره والتشبث بالحزب وإعادة بعثه من جديد هوية وخطا سياسيا وفكرا تقدميا واشتراكيا. وبخصوص التحركات الممكنة لإنقاذ وضعية الحزب، أكد محمد ياوحي، لـ”العرب”، أن هناك الآن مجموعة كبيرة من الرفاق تؤسس لفعل نضالي تنديدي لتصحيح الاختلالات التي أصبحت منهجية، بعدما تحول الحزب من مدرسة سياسية إلى دكان انتخابي للأعيان ومحترفي السياسة. :: اقرأ أيضاً داعش يفتح جبهة كركوك لتخفيف الضغط عن جبهتي الموصل والحويجة ألمانيا تحاصر التشدد الإسلامي بأسلوب تدريجي التشاؤم يعم لبنان بعد تمرير صفقة الحريري-عون مسؤولون غربيون: الرقة المحطة التالية بعد الموصل

مشاركة :