اتفقت الولايات المتحدة وتركيا، أمس، خلال زيارة وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر إلى أنقرة على تعزيز الجهود المشتركة لإلحاف هزيمة نهائية بإرهابيي تنظيم داعش، كما أعلن البنتاغون، في وقت اعتبر مساعد وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن أن على التحالف الدولي استعادة مدينة الرقة معقل داعش في سوريا، بعد الهجوم لطرد الإرهابيين من الموصل. والتقى كارتر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه بن علي يلدريم، ووزير الدفاع فكري ايشيك أثناء زيارة خاطفة إلى تركيا، التي تعد حليفاً مهماً وحساساً في الحرب ضد التنظيم المتطرف. وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك في بيان إن الجانبين اتفقا على الإبقاء على اتصالات منتظمة حول مجموعة كاملة من الاهتمامات المشتركة، ومن بينها: التنسيق الوثيق والشفافية المستمرة في جهود التحالف لإلحاق هزيمة نهائية بداعش. وخلال المحادثات جدد كارتر تأكيد دعمه لتحالف استراتيجي بين الولايات المتحدة وتركيا، وتعهد بأن واشنطن ستواصل الوقوف جنباً إلى جنب مع حليفتها في حلف شمال الأطلسي ضد التهديدات المشتركة. وتعبر واشنطن عن قلقها من التوتر بين تركيا والعراق مع دخول معركة استعادة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، من تنظيم داعش مرحلة حاسمة. وترغب الولايات المتحدة بأن تمتنع تركيا عن القيام بأية عمليات عسكرية في العراق دون أخذ الضوء الأخضر من بغداد، وتخشى أن تعرض الحرب الكلامية للخطر اتفاقاً هشاً لإبقاء المجموعات الطائفية والأتنية خارج الموصل. وقال آشتون كارتر للصحفيين في الطائرة، التي أقلته إلى تركيا، إن احترام سيادة العراق مبدأ مهم يحترمه جميع الأعضاء الآخرين للتحالف. وأوضح مسؤول أمريكي كبير في وزارة الدفاع طالباً عدم كشف هويته أن واشنطن تطلب من الطرفين التخفيف من حدة تصريحاتهما. وقال: لقد تحدثنا خلف الكواليس لدفع العراقيين والأتراك إلى التوصل لتفاهم حول كيفية المضي قدماً بشأن الموصل، والتواجد التركي في العراق. من جهة أخرى، قال بلينكن لإذاعة ار.تي.ال الفرنسية تطرح الموصل أمامنا فرصة ملحة، لكن أيضاً الرقة، لدينا فرصة استعادة هذه (الخلافة الجغرافية)، والقضاء على هذه الخلافة ويتعين علينا القيام بالأمرين، الموصل في العراق والرقة في سوريا. وأضاف المسؤول الثاني في وزارة الخارجية الأمريكية بعد الموصل سنفكر في الرقة بالتأكيد. الرقة أمر ضروري، فمن هذه المدينة يخطط داعش للهجمات الخارجية. الرقة هي العاصمة الحقيقية لتنظيم داعش. واعتبر أن السلطات الفرنسية كانت على حق عندما شددت على المسار السوري من أجل التصدي للإرهابيين. ولم يخف الأمريكيون من جهتهم نيتهم إعطاء الأولوية للعراق. وقال بلينكن: إن ما بين 5000 و6000 إرهابي ما زالوا يقاومون في الموصل، وقد أتيح لهم الوقت لتحضير دفاعاتهم. (وكالات)
مشاركة :