تركيا توجه "درع الفرات" نحو الأكراد

  • 10/24/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تناولت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" التدخل التركي في سوريا، مشيرة إلى أن أنقرة بدأت تقصف مواقع حلفاء واشنطن هناك. جاء في مقال الصحيفة: استعرضت تركيا من جديد عدم استعدادها للتوقف عن مهاجمة حتى حلفاء الولايات المتحدة من أجل بلوغ أهدافها الإقليمية. فقد هاجم مسلحو المعارضة السورية المدعومين بالدبابات والطائرات التركية مواقع "قوات سوريا الديمقراطية"، التي يشكل الأكراد عمودها الفقري في شمال سوريا على مقربة من مدينتي تل رفعت ومارع. وقد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل عدد من المسلحين الأكراد وما لا يقل عن عشرة من الجانب التركي. ويمكن أن نستنتج من تصريحات الرئيس التركي أردوغان بأن عملية "درع الفرات" التي بدأتها أنقرة في سوريا ستقضي على حياة مئات الأكراد. وبحسب وكالة "الأناضول"، أعلن أردوغان أن "تركيا ستستمر في التعاون مع الولايات المتحدة والتحالف الدولي وليس مع حزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي"؛ مشيرا إلى أنه ليس لتركيا أي مطالب في أراضي سوريا والعراق. وأضاف أن "هدف المشاركين في عملية "درع الفرات" حاليا هو مدينة الباب، على الرغم من أنهم ينصحوننا بعدم التقدم نحو هذه المدينة، ولكن يجب علينا أن نفعل ذلك، لأن من الضروري الإسراع في إنشاء منطقة آمنة". والخطر الرئيس، وفقوجهة نظر أنقرة، يكمن في إنشاء دولة كردية بالقرب من الحدود التركية. ويذكر أن أكراد سوريا كانوا قد أعلنوا في الربيع الماضي عن إنشاء منطقة حكم ذاتي، ما أثار السلطات التركية. وتجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن قبل أيام أن "سوريا دولة ذات سيادة وعضو في هيئة الأمم المتحدة ولها كامل السيادة على أراضيها وأجوائها". وأضاف: "سمعنا عن قيام الطائرات التركية بمهاجمة المناطق الشمالية من سوريا، وهذا يقلقنا جدا. أنا أعتقد أن الحديث يدور عن مهاجمة المناطق الكردية". وذكر لافروف أن أنقرة عضو في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، والذي هدفه محاربة "داعش" و"جبهة النصرة". و"استنادا إلى أن الولايات المتحدة باعتبارها تقود هذا التحالف، عليها أن تعمل من أجل أن يبقى هدف التحالف ضمن الإطار المعلن". Sputnik Михаил Воскресенский سيرغي لافروف من جانبه، قام وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر خلال الأيام الماضية بزيارة إلى تركيا كان موضوعها الرئيس التوتر بين بغداد وأنقرة، خاصة أن تركيا كانت قد أعلنت عن رغبتها في المساهمة بعملية تحرير الموصل، وهذا ما عارضه العراق بشدة، وأصر على مغادرة القوات التركية الأراضي العراقية. وبحسب صحيفة "ديلي صباح" الصادرة في اسطنبول، فإن كارتر دعم حق تركيا في "حماية حدودها مع سوريا والعراق". وبحسب قوله: قد تكون بين أنقرة وواشنطن اختلافات في المواقف، ولكن يجب تجاوزها عبر الحوار، مشيرا إلى أن "المبدأ الأساس هو محاربة أشكال الإرهاب كافة". Reuters POOL New كارتر في تركيا من أنقرة، توجه كارتر إلى بغداد؛ حيث التقى رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، الذي رفض السماح لتركيا بالمساهمة بعملية تحرير الموصل؛ مؤكدا أن "الموصل هي معركة العراق، لذلك يجب أن يخوضها العراقيون"، بحسب "واشنطن بوست". في غضون ذلك، قال كارتر معلقا على مهنية الطيارين الروس في الأجواء السورية: "لقد تجنبنا الصدام في الجو، حيث أظهر الروس مهنية عالية، ونحن وبقية أعضاء التحالف تصرفنا بمهنية أيضا. أي أن علاقاتنا مهنية جدا". وذكر كارتر أن هدف العمليات الروسية في سوريا هو محاربة "داعش" والمساعدة في التوصل إلى تسوية سياسية، و"لكنهم لم يفعلوا هذا أو ذاك"، بحسب تعبيره. Reuters POOL New كارتر في العراق ووفق رأي الخبراء، لن يحصل تأزم في العلاقات بين واشنطن وأنقرة بسبب المسألة الكردية: يقول المحلل السياسي، المستشرق ألكسندر سوتنيتشينكو إن "واشنطن أيدت رسميا عملية "درع الفرات" وهي تساهم فيها بنشاط حتى الآن، حيث تقدم للقوات التركية وحلفائها في "جيش سوريا الحر" دعما جويا، بالاشتراك مع طائرات الدول الأعضاء في التحالف مثل بلجيكا. هم لا يهاجمون الأكراد مباشرة، مع أن الطائرات البلجيكية هاجمت عن طريق الخطأ قرية كردية". فيما كان أكراد سوريا قبل العملية التركية "واثقين تماما من أن واشنطن لن تتخلى عنهم، ولكن واشنطن تغدق الوعود على هذا وذاك وتتصرف بما يخدم مصلحتها. فمثلا الهجمات التركية الحالية من مصلحتها، لكي تتعقد الأوضاع السورية أكثر". وبحسب اعتقاده، ليس بإمكان الأكراد عمل أي شيء، إذا أخذنا بالاعتبار اعتمادهم عسكريا على الولايات المتحدة: "بما أنهم تحت سيطرة واشنطن فليس بمقدورهم عمل أي شيء. وقد أدركت واشنطن هذا، لذلك حولت اهتمامها إلى تركيا". ويضيف سوتنيتشينكو: "بالنسبة إلى الولايات المتحدة سوريا أهم من العراق، لأن روسيا تنشط في سوريا، والسماح لروسيا بالانتصار أمر غير ممكن تماما. أما في العراق فالوضع أسهل، ولا سيما أن تعداد القوات التركية بالقرب من الموصل صغير، ودورها على الرغم من أنها مسلحة جيدا لا يمكن اعتباره حاسما". إن زيارة كارتر إلى انقرة كانت تهدف إلى طمأنة أنقرة بعد تصريحات هيلاري كلينتون بأن الأكراد هم أفضل أصدقاء واشنطن في الشرق الأوسط.

مشاركة :