يقول الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان (1980- 1988)، الذي وضع قضية نزع الأسلحة النووية مع الاتحاد السوفيتي السابق، وتحقيق السلام في قمة أولوياته. بـ «أن السلام هو هدف غال للشعب الأمريكي. سنقوم بالتفاوض من أجل السلام، سنضحي من أجل السلام.. لكن لن نستسلم من أجل السلام - ليس الآن ولا أبداً... سوف نحتفظ بالقوة اللازمة للبقاء والاستمرار إذا لزم الأمر، مدركين بأن لدينا أفضل فرصة كي لا نضطر إلى استخدام القوة». *** السلام إذن هو مطلب رئيس لكل شعوب العالم تسعى إليه جميع الدول كي تحقق الرخاء والحرية والاستقرار والبناء. لكن هناك فرق بين السلام والاستسلام. فإذا كان السلام يستحق التضحيات التي يجب أن يكون الناس مستعدين لها.. فإن ليس من بين تلك الخيارات أو التضحيات إطلاقاً الاستسلام للعدو، حتى لو كان الاستسلام هو أسهل الطرق لتجنب الحرب. لكن يبقي أن الطريقة الآمنة هي أن تبني الدول مقدراتها الذاتية التي تُقنع العدو بأنه في حالة اختيار الحرب.. فإنه سيكون هو الخاسر. *** وإعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مساء الجمعة الماضي (19 يوليو/ تموز) أنه تمكن من التوصل إلى اتفاق يشكل قاعدة لمفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين ويتيح استئناف هذه المفاوضات بين الجانبين قد يحيي الأمل مجدداً أن احتمالات السلام مازالت مطروحة.. لكن يجب أن نكون مستعدين في نفس الوقت للاحتمال الأرجح وهو أن تنتهي هذه المفاوضات.. كالعادة إلى مزيد من إضاعة الوقت والتسويف الإسرائيلي والتهام مزيد من الأراضي الفلسطينية. لذا فيجب أن يكون لدينا الخيارات البديلة. *** يقول الأستاذ محمد حسنين هيكل في كتابه (مبارك وزمانه): «بعد أن جرى طرح ما لا يقل عن ثلاثين مبادرة مختلفة، أي مبادرة كل سنة، حتى فرغ المخزون كله، ونحن مصممون على الوهم أو الإيهام!!.. ليست المبادرات هي التي فرغت فقط، ولكن جوائز «نوبل» أيضاً». جائزة لـ»كسينجر» - جائزة لـ»السادات» - جائزة لـ»بيجن» - جائزة لـ»عرفات» - جائزة لـ»رابين»- جائزة لـ»بيريز- وكلها عن مبادرات، وأخيراً جائزة لـ»أوباما» دون مبادرات!! المبادرات تتلاحق والجوائز تجئ، والسلام بعيد أكثر من أي وقت مضى!!» *** إنني لا أرى الانسياق وراء وهْم السلام دون تفكير، لكن يبقي السؤال هو: وما البديل؟! يجب التأكيد بداية أنه يجب عدم التعويل على صدق إسرائيل في رغبتها في التفاوض، أو حياد الولايات المتحدة كوسيط بيننا وبين إسرائيل فهو وهْم يضرب بكل الحقائق العملية على أرض الواقع التي تؤكد بأن لا واشنطن وسيط محايدة، ولا إسرائيل راغبة في السلام. فكل قادة إسرائيل وسياسييها يؤكدون بأن إسرائيل «لا تستطيع العودة إلى حدود 1967، لأنه لا يمكن الدفاع عنها». ويبقى التأكيد أيضاً أن خيارنا يجب أن لا يكون بين السلام والحرب، لأن مثل هذا الخيار يجعلنا نختار بين القتال والاستسلام. فإذا كنا قد أضعنا سنوات طويلة دون أن يتحقق السلام، فإن ما تشهده منطقتنا العربية اليوم من متغيّرات في العديد من القضايا الداخلية والخارجية في عالمنا العربي- فالمنطقة اليوم غيرها يوم أمس- يحتم علينا عدم الاستعجال لإعادة مسيرة المفاوضات المتوقفة وإعطاء الفرصة لبيان شكل التغيّرات وما ستكون عليه المعطيات الجديدة على الساحة العربية التي مهما كانت فلن تكون أسوأ مما هي عليه اليوم. * نافذة صغيرة: (إن العنصر الرئيس للحفاظ على السلام هي مؤسستنا العسكرية. فأسلحتنا يجب أن تكون متفوقة، مستعدة للقتال، حتى لا يتجرأ العدو المُحتمل لتعريض نفسه للفناء).. الجنرال دوايت ايزنهاور. nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :