استراتيجية السلام | د. عبد العزيز حسين الصويغ

  • 7/23/2013
  • 00:00
  • 41
  • 0
  • 0
news-picture

السعي إلى السلام يجب ألا يمنعنا من ممارسة خيار المقاومة كاستراتيجية تلجأ إليها كل دول العالم إذا ما تهددت مصالحها الوطنية، فأكثر الدول حديثًا عن السلام والقانون الدولي والشرعية الدولية تلجأ للقوة، بل وحتى للإرهاب عندما يتم تهديد مصالحها، فعلتها معظم الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا وحتى إسرائيل، وكل حركات التحرر بل وأكثرها ممارسة للعمل العسكري كجبهة تحرير فيتنام وجبهة تحرير الجزائر كانت تلجأ للمفاوضات إما لحصد نتائج العمل المُسلّح أو كاستراحة مقاتل أو استجابة لمطالب دولية ومساعي وساطة، فهناك فرق بين السلام والاستسلام، فإذا كان السلام يستحق التضحيات التي يجب أن يكون الناس مستعدين لها.. فإن ليس من بين تلك الخيارات أو التضحيات إطلاقًا الاستسلام للعدو، حتى لو كان الاستسلام هو أسهل الطرق لتجنب الحرب. *** ويرى الدكتور مصطفي محمود -رحمه الله- في كتابه (قراءة للمستقبل) الذي صدر من دار أخبار اليوم عام 1997، "أن الغرب المسيحي يصنع من إسرائيل عربة ملغومة يفجرها في وجه الدول العربية.. حرب صليبية ثانية يُبيت لها هذه المرة بأيد إسرائيلية وتجهيز غربي. وبعد استعراضه الأحداث.. و"المؤامرات" التي تحدث هنا وهناك في عالمنا العربي يتساءل د. مصطفي محمود: "هل اقتنع العرب أن المليارات التي وضعوها في البنوك الأمريكية قد أخطأت مكانها.. وأنها سوف تُصبح حربًا عليهم.. ودبابات وصواريخ تهدم بيوتهم وتقتل أولادهم"؟! ويتوقع الدكتور مصطفي محمود "أن إسرائيل والعرب لن يُصبح أمامهما سوى حل واحد هو أن يزيح أحدهما الآخر ليعيش، ولا يعود هناك مفر أو مخرج من صدام مُسلح وحرب محتومة.. حرب يقف وراءها وتمدها أكبر ترسانتين للسلاح لضرب خطر مزعوم اسمه الإسلام". ويُنهي الدكتور مصطفي محمود تساؤلاته بتساؤل جديد يسأل فيه: "أين نحن من كل هذا.. وهل صحونا من النوم أم ما زلنا نفرك أجفاننا.. وهل نرى غدا انتفاضة الكبار.. وهي انتفاضة أن نجلس معًا جلسة رجال لنُكون جبهة سياسية واحدة، وتكاملًا اقتصاديا وسوقا عربية مشتركة، تتحول فيها الثروات إلي همة ورخاء وبمعدات تواجه التهديد بتهديد مثله، وتقرع بالحديد والنار. لقد جلست الدول الأوروبية الفقيرة (أسبانيا واليونان) مع الدول الأوروبية الغنية (فرنسا وبلجيكا وهولندا وفنلنده والسويد) في سنة 1992 يواجهن العالم جبهة واحدة واقتصادا واحدا متكاملًا وعملة واحدة.. فهل نحن أقل منهم.. أم نحن معوقون ومصابون بتخلف عقلي"..؟!! *** هذه التساؤلات التي أثارها المفكر الإسلامي الكبير -رحمه الله- تقودني إلي إثارة موضوع سبق وأن تناولته في أكثر من مناسبة.. وهو ضرورة أن نتخذ الخطوات اللازمة للخروج جماعيًا من الحالة التي نحن فيها.. إلي حالة جديدة ننطلق فيها نحو المستقبل ولكن بشكل أكثر قوة نواجه فيها التهديدات كجماعة متكاتفة، وليس كأعداد أحادية متفرقة مبعثرة يسهل التغلب عليها وجعلها ترسًا في آلة الأطماع الخارجية بالتفرد بكل دولة عربية دون الأخرى، فالذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية، فينتهي الأمر بأن تؤكل دولة بعد أخرى فتصح فينا مقولة: "أكلنا يوم أُكل الثور الأبيض"؟!. * نافذة صغيرة: (إذا لم تقاتلوا من أجل الحق عندما تقدرون دون إراقة الدماء، عندما لا تقاتلون عندما يكون النصر مؤكدًا ولا يُكلِّف كثيرًا، فقد يأتي اليوم الذي يُصبح عليكم أن تقاتلوا عندما تكون كل الخيارات ضدكم، ويكون هناك فرصة ضئيلة للبقاء".. إن الخيار الأكثر مأساوية والأكثر سوءا هو أن تقاتل، وليس أمامنا فرصة للانتصار وعندها.. حتى وإن لم يكن أمامنا إلا الموت، فإن من الكرامة أن نموت علي أن نعيش عبيدًا).. ونستون تشرشل. nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :