قررت سلطات الاحتلال إجبار كل إسرائيلي على المشاركة في الحفريات التي تنفذها ما يسمى دائرة الآثار الإسرائيلية أسفل المسجد الأقصى، ومحيطه، وباقي مناطق القدس، بهدف الحصول على أدلة، تربط اليهود بالمكان..وقال رئيس ما يسمى دائرة الآثار الإسرائيلية يسرائيل حسون، إن سلطته قررت، بالتنسيق مع الحكومة، أن يشارك كل شاب إسرائيلي قبل تجنيده في الجيش، في عمليات الحفر أسفل الأقصى، وفي محيطه، وداخل البلدة القديمة من القدس، على اعتبار أنها مهمة وطنية، وفق مزاعمه. وتزامنت تصريحاته مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتعهد فيها بالمشاركة الشخصية في نقل الغبار من أسفل المسجد الأقصى، خلال الأسبوع الحالي، داعياً المجتمع اليهودي للانضمام إليه. دعوة سلطات الاحتلال لمشاركة إسرائيلية واسعة في الحفريات تحت المسجد الأقصى، تاتي ردا على قرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو الذي ينفي وجود علاقة بين اليهود والمسجد الأقصى المبارك.. بينما طالب الأردن ، أمس، الحكومة الإسرائيلية الانصياع للقرارات الدولية تجاه القضية الفلسطينية والقدس، محذرا من أن عزلة اسرائيل ستزداد وستستمر الملاحقة الدبلوماسية والقانونية لها، إن لم تلتزم بالقرارات الدولية. ويؤكد مؤرخون، أن استهداف الأقصى بدأ مع الصهاينة الأوائل، ومحاولاتهم المساس بالمسجد الأقصى في شهر أغسطس / آب 1929 أثناء الإنتداب البريطاني في فلسطين، وتصدى لهم العرب بحزم ، ولم تتوقف المحاولات بعد ذلك، استجابة لنداء أسطورة هيكل سليمان في المسألة اليهودية ، والتي تستند إليها أحلام ( 120 ) جماعة يهودية تشارك في مخطط التدمير المنظم للمسجد الأقصى .. وفي صيف 1990 تم إعداد مخطط هندسي أعده المهندس مائير بن دوف بناء على تكليف من تيدي كوليك رئيس بلدية القدس وقتئذ ، وهو تصميم لهيكل سليمان الثالث لإقامته على أنقاض المسجد الأقصى ، وقامت سلطات الإحتلال بتوزيع ملصقات الهيكل على نطاق واسع ، بهدف تهيئة الرأي العام العالمي لتقبل كارثة تدمير الصرح الإسلامي المقدس ، وتضمنت الملصقات تنويها بأن المسجد الأقصى بناه الأمويون في القرنين السابع والثامن الميلادي فوق الأثر الديني للهيكل . المسجد الأقصى أصبح قائما على 125 نفقا أسفله، ومع أي اهتزاز قوى أو زلزال متوسط، سوف ينهار المسجد، بحسب تعبير خبير الآثار العراقي مهند الشملي، وهو ما حذرت منه مؤسسة القدس، وما يجري حاليا من دعوة سلطات الاحتلال للحفر أسفل الأقصى بحثا عن أدلة تريطهم بالمكان، مجرد أوهام ، ب وسبق أن كشف ويليام درايميل في كتابه عن القدس بعنوان المدينة المسحورة تفاصيل موثقة عن الجهد الذي بذلته الدولة الإسرائيلية من سنة 1948 إلى سنة 1995 في التنقيب عن آثار تدل على تاريخ يهودي في فلسطين ، ولم تستطع إكتشاف ماض يبني عليه حاضر ومستقبل، وهوما أجمع عليه علماء آثار يهود بأنه لايوجد أي أثر يهودي في القدس ، رغم السنوات التي قضتها سلطات الإحتلال الإسرائيلي في البحث عن آثار يهودية في المدينة ، من خلال عمليات الحفر في جنبات المدينة ، لإثبات يهوديتها .. وفي محاضرة له بجامعة تل أبيب في ديسمبر/ كانون الأول 2011 ، أكد عالم الآثاررافاييل جرينبرج، أنه كان من المفترض أن عمليات الحفر التي تجرى دون توقف في مدينة داود بحّي سلوان بالقدس ، لم تعثر على شىء .. وتقول عالمة الآثار اليهودية الشهيرة الدكتورة شولاميت جيفا ـ أستاذ الدراسات اليهودية في جامعة تل أبيب ـ إن علم الآثار اليهودي أريد له تعسفا أن يكون أداة للحركة الصهيونية ، تختلق بواسطته صلة بين التاريخ اليهودي القديم والدولة اليهودية المعاصرة .. وهي نفس الرؤية التي كشف عنها الكاتب الأمريكي اليهودي كيث ويتلم في دراسة بعنوان إختراع التاريخ اليهودي القديم ، وخنق التاريخ الفلسطيني كله . والثابت أن نتائج الحفريات التي جرت في القدس منذ عام 1964 وحتى اليوم ، أكدت الحقائق التاريخية والأثرية الإسلامية العربية، مما دفع اليونسكو في العام 1984 لاتخاذ ثلاثة إجراءات هي : مطالبة إسرائيل بوقف الإعتداء على تراث المدينة .. وكفالة وجود اليونسكو في القدس لضمان وقف الإعتداء .. ومطالبة إسرائيل بإحترام قرارات اليونسكو، وطالبت إسرائيل بالإمتناع عن إتخاذ أية إجراءات تستهدف تغيير الوضع في القدس ، إلا أن إسرائيل مازالت مستمرة وبإصرار ، في تحدي إرادة المجتمع الدولي بالسير قدما في تهويد المدينة المقدسة ، وخلق أمر واقع يصعب تغييره في المستقبل.
مشاركة :