فيما تشتد الانتقادات للضربات الجوية الأمريكية بواسطة طائرات مسيرة في أكثر من منطقة، بسبب مقتل مدنيين جراءها، تخطط الولايات المتحدة لإنتاج طائرات من هذا النوع تزود بأسلحة نووية! ثلاث "حروب خطرة" بانتظار الرئيس الأمريكي الجديد! تقرير مفصل بهذا الشأن نشره مؤخرا موقع "Asia Times"، لفت فيه إلى أن الجيش الأمريكي بات يعتمد بشكل متزايد على الطائرات من دون طيار(المسيرة ذاتيا) في تنفيذ مهمات مختلفة، وخاصة تلك التي توصف بأنها "مملة وقذرة أو خطيرة" بالنسبة للطائرات المأهولة. وذكر التقرير أن هذا النوع من الطائرات يستخدم في الغالب في تنفيذ مهمات استطلاعية، وأيضا يستغل في التمويه وفي نصب الشراك، وفي الاتصالات المتتابعة، ولإيصال شحنات صغيرة، إلا أن أعدادا متزايدة من الطائرات من دون طيار مثل الأمريكية "US Predator" و"Reaper MQ-9" تستخدم في توجيه ضربات جوية ضد "الإرهابيين أو المتمردين". ويقول ايضا إن الاستراتيجيين العسكريين الأمريكيين يفكرون في الحصول على طائرات من دون طيار بعيدة المدى، وخاصة تلك التي يمكنها تنفيذ مهمات نووية! وعلق ريتشارد بيتزينغر صاحب التقرير، وهو باحث في مركز راجاراتنام للدراسات الدولية في جامعة نانيانغ للتكنولوجيا في سنغافورة، واصفا هذه الاستراتيجية بأنها مثيرة للجدل بالنظر إلى الهواجس المعتادة للاستخدام المتزايد لأنظمة التحكم الذاتي في خوض الحروب، ومدى أخلاقية منح "الروبوتات" صلاحيات واسعة جدا، وهي المعرضة للاختراق وما شابه. ورجح الباحث أن تصبح مثل هذه الاستراتيجية واقعا في المستقبل القريب، مشيرا إلى أن برنامج الولايات المتحدة للقاذفات الاستراتيجية للجيل المقبل بعيدة المدى يشتمل على منظومات مأهولة ومنظومات غير مأهولة، مضيفا أن الطرازين "LRS-B" و"B-21 Raider" اللذين سيعوضان القاذفات "B-52" و"B-1" مؤهلان لتنفيذ مهمات مختلفة واسعة، بما فيها الهجوم النووي، والضربات الاستراتيجية والتكتيكية التقليدية، والمراقبة والتجسس والاستطلاع، والهجوم الإلكتروني. ولفت التقرير إلى أن بعض تلك المهمات لا تتطلب أنظمة طيران مأهولة، وبذلك يمكن لنسخة من القاذفة بعيدة المدى من طراز "LRS-B" تنفيذ الكثير من المهام مثل الهجوم الإلكتروني، من دون تعريض الطاقم للإجهاد، وأيضا الضربات التقليدية بذخائر موجهة عالية الدقة جو أرض، والهجمات الواسعة على الأرض. ويستطرد بيتزينغر قائلا إن الأكثر إثارة للجدل هو فكرة تصنيع نسخة من القاذفة "LRS-B" ذاتية القيادة مخصصة لحمل أسلحة نووية، لا فتا إلى أن طائرات من دون طيار مسلحة نوويا تثير الرعب الشديد، متسائلا ما العمل إذا تم اختراق مثل هذه الطائرة أو تعرضت لحادث طارئ، أو تمت إعادة توجيهها نحو هدف آخر؟ وتساءل أيضا، كيف يمكن لمشغل في مكان نائي أن يضمن السيطرة التامة على "منصة الأسلحة الفتاكة هذه"؟ وخلص التقرير إلى أن الطائرات من دون طيار المسلحة نوويا قد لا ترى النور في المستقبل القريب، لكن الطائرات المسلحة من دون طيار البعيدة المدى هي أقرب مما نعتقد، وذلك لأن "خيارات الضربات التي تقدمها لا يمكن مقاومتها". وأضاف الباحث أن الطائرات الاستراتيجية من دون طيار ستكون جذابة للجيش الأمريكي الذي يسعى إلى ما يسمى بـ "الإزاحة الثالثة" في سبيل معالجة الضعف المتزايد في توجيه ضربات بعيدة المدى لخصوم محتملين مثل الصين. المصدر: Asia Times محمد الطاهر
مشاركة :