نعوّل كثيرا على الأمانة العامة لجامعة الكويت، بفضل ما تضطلع به من مهمات وأعمال أسهمت بشكل فعّال في إبراز الجوانب المضيئة في مسيرة جامعة الكويت العلمية، خصوصا تلك الأنشطة الثقافية العديدة، التي كانت تنظمها، ويحضرها الطلبة، مستفيدين من فعالياتها البناءة، وإفساح المجال أمام التنافس لنيل جائزة التميز العلمي، إلى جانب أنشطة ثقافية وعلمية أخرى، كان الهدف من ورائها إثراء الجامعة بالمزيد من التميز وإبراز الجوانب المضيئة التي تتمتع بها جامعة الكويت، بصفتها المؤسسة العلمية الأهم في الكويت، تلك التي تحتاج إلى كل جهد من أجل بناء الطلبة بناء علميا وثقافيا سليما. إلا انه وفي السنوات الأخيرة بدأ دور الأمانة العامة لجامعة الكويت في التقهقر، ولم تعد بالجدية نفسها التي كانت تتمتع بها في السابق، وفي حقيقة الأمر لا أعرف السبب الذي أدى إلى هذا التأخر الذي اثر سلبا على ما يقدم من أنشطة وفعاليات علمية وفكرية وثقافية، ولم نعد نشاهد الزخم، الذي كانت تعبر عنه الأمانة في ما سبق. وحتى الإدارة المنوط بها تنسيق المؤتمرات تعاني الخلل والارتباك حينما تشرع في تنظيم أي مؤتمر ما يؤدي إلى عدم التنظيم، والشكوى المتكررة من عدم الجدية، وافتقار روح العمل الجماعي، وبالتالي ظهور المؤتمر في شكل ربما لا يليق بجامعة الكويت العريقة. إننا إزاء حديثنا هذا نصبو إلى أن تعود الأمانة العامة لجامعة الكويت لسابق عدها، كي تؤدي دورها باقتدار، وهو دور مهم وحيوي، ولا يمكن إغفاله على الإطلاق، من أجل أن تستمر المنظومة التعليمية في الجامعة متكاملة، ويستفيد الطلبة والأكاديميون والأساتذة من وجودها المؤثر في الحياة العلمية. فإننا نطمح من وراء ما نريده من الأمانة العامة أن تتصل بكافة المؤسسات المعنية بالعلم والثقافة والفكر من أجل الاشتراك في تنظيم دورات وورش عمل وندوات ومؤتمرات، وأنشطة مختلفة كفيلة بأن تجدد حيوية المنظومة الجامعية، وتحركها في الاتجاهات الصحيحة، وإننا نطمح في أن تعيد الأمانة لنسقها الحيوية المفقودة، كي تتواصل مع العصر، وتتفاعل مع كل المستجدات العلمية والثقافية والفكرية على الساحة، فجامعة الكويت تضم تخصصات متعددة، منها الطبية والهندسية والأدبية والتربوية وغير ذلك، تلك التخصصات تحتاج من الأمانة العامة أن ترصدها، وتقوم بتفعيل أنشطة لها، ودعوة الطلبة والأساتذة من أجل حضورها والاستفادة منها. كما أن الأساتذة والطلبة يتساءلون عن التنسيق وسبل التواصل بين الأمانة وإدارة الجامعة، ذلك التواصل الذي من المفترض أن يثري المنظومة التعليمية في الجامعة، وهو تساؤل لا يجد الإجابة المرجوة، لأنه ربما يكون غير واضح للعيان، أو أنه يمر مرورا غير مؤثر، رغم أهمية هذا التنسيق في الحصول على أنشطة وأفكار مفيدة ومهمة. هذا ما أردت قوله في ما يخص الأمانة العامة لجامعة الكويت، وهو كلام يأتي من أكاديمي غيور على مؤسسته الجامعية، ويريد لها أن تكون متميزة وفاعلة في المجتمع، ولكي يتحقق المرجو من كافة الأنشطة المطروحة، وحتى لا نقول إن هذه الأنشطة «ما هي إلا تحصيل حاصل»! * كاتب وأكاديمي في جامعة الكويت alsowaifan@yahoo.com
مشاركة :