قصة «كازينو» كانَ يجلس به الملك فاروق: أسسته راقصة مشهورة ومُصنف الآن بأنه درجة ثانية

  • 10/27/2016
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

بالقُرب من ميدان الأوبرا، وتحديدًا في وسط البلد، كان يوجد «كازينو» يُعرف بإسم «كازينو بديعة»، حيثُ كان مقصدًا لصفوة المجتمع، من الثلاثينات وحتى بداية الخمسينات، ومن أهم الشخصيات التى كان يعد لهُم الملهى الليلي من الأماكن المفضلة، الملك فاروق وجميع حاشيتُه، حيثُ اعتاد فاروق الذهاب إليه والسهر بهِ أكثر من مرة بالأسبوع، بالإضافة إلى كبار الباشوات في ذلك الوقت. ولدت بديعة مصابني، 12 نوفمبر 1902، وفيما بعد حضرت إلى مصر مع والدتها وهي في سن صغير، بعد أنّ تركت لبنان ومن لبنان إلى البرازيل، ومن البرازيل إلى مصر، وكانت تتمتّع بديعة، حسبْ وصف المحيطين بها، بجمال غير عادي، لدرجة أنهم أطلقوا عليها اسم «وديعة»، ثُم انضمت إلى الفريق الفني، من خلال فرقة جورج أبيض. وفي عام 1929، قامت بديعة بتأسيس كازينو خاص بها، مُسمى على اسمها، وهو نفس العام الذي قامت من خلاله بابتكار رقصة جديدة عرفت في هذا الوقت بـ«رقصة بديعة»، فكانت بديعة بمثابة مدرسة للفنون تخرج منها أهم وأكبر نجوم الزمن الجميل، وتتلمذ على ايديها العديد من النجوم، وعلى رأسهم تحية كريوكا وسامية جمال وببة عزالدين وفريد الأطرش وإسماعيل يس وشكوكو وبشارة وكيم ومحمد عبد المطلب . كان كازينو «بديعة» هو كلمة السر وراء الفن الجميل منذ بداية القرن الماضي وحتى منتصفه، وتخرج منه العديد والعديد من نجوم الزمن الجميل، ولأنّ صاحبته كانت واحدة من أكبر الفنانات الاستعراضيات في ذلك الوقت، توج كازينو بديعة مصابني على رأس كل الكازينوهات ليصبح قبلة الفن في مصر. ولم يقتصر دور كازينو بديعة على اكتشاف نجوم الزمن الجميل فقط، بلّ تخرج منه العديد من النجوم بدأوا مشوارهم مع الفن من خلال كازينو بديعة أو كازينو شهر زاد في فترة السبعينات والستينيات، مثل سهير ذكي وفيفي عبده وهياتم وأحمد عدوية وحسن الأسمر وهاني مهنا وحسن أبو السعود، وأيضًا صابرين حيث كانت تذهب مع والدها للعب الأكروبات. وفي السبعينيات، بدأ مستوى كازينو بديعة في الانخفاض، وذلك بسبب ظهور كازينوهات شارع الهرم والتي تتميز بمستوى مختلف، وحديث نسبيًا عن مفردات الكازينو القديمة، وبالتالي بدأ كبار النجوم الذهاب لتقديم استعراضتهم بشارع الهرم لتميزه بالامكانيات المادية الأعلى ليصبح كازينو بديعة، مُصنف على أنهُ درجة ثانية بجانب كازينوهات شارع الهرم. مع بداية الخمسينيات، وبعد انحدار مستوى الكازينو، باعته بديعة مصابني لببة عز الدين، قامت ببه بتغيير اسمه من كازينو «بديعة» إلى كازينو «شهرزاد»، وبعد ذلك قامت ببة ببيعه أيضًا الى فتحية محمود، وبعد أن رحلت فتيحة محمود أصبح الكازينو ملك زوجها شوقي عبد المجيد وهو الوريث الشرعي لها والمالك الرسمي للمكان حتى الآن. مازال الكازينو يحتفظ بشكله القديم الذي أنشأ عليه، وبه صور بداخلة العديد من الأعمال التي حملت جزء من السيرة الذاتيه لبديعة مصابني، وعلى رأسهم فيلم بديعة مصابني الذي أنتح عام 1950 والذي قامت ببطولته ناديه لطفى وأخرجه حسن الإمام. وإلى الآن يتم التصوير بالكازينو، ومن أحدث الأعمال التي صورت به مسلسل «كاريوكا»، لأنه يحمل أيضًا جزء من السيرة الذاتية للفنانة الإستعراضية بديعة مصابني، بالإضافة إلى استخدام الكازينو لتصوير العديد من المسلسلات والأفلام والكليبات. ورغم احتلال شارع الهرم لنفس المكانة التي احتلها كازينو بديعة بفترة الثلاثينات حتى الخمسينات، إلا أن كلمة السر ستبقى مع بديعة مصابني التي كوّنت مدرسة خرجت العديد من العمالقة، فشارع الهرم فقط يذهب إليه كبار النجوم لتقديم استعراضاتهم، أما كازينو بديعة هو الذي خرج معظم نجوم الفن والغناء والأستعراض في ذلك الوقت. YouTube No Description

مشاركة :