يُعتبر مسجد الملك فاروق الأول ببلدة «القصاصين»، بمحافظة الإسماعيلية، من المساجد الجامعة الهامة التى شُيدت في عهد ملك مصر فاروق الأول، الملك قبل الأخير من ملوك أسرة محمد علي باشا، وتأتي أهميته التاريخية والحضارية في أنه شُيد ليؤرخ لحادث تعرض له الملك فاروق أثناء قيادة سيارته بنفسه في المنطقة، وفقًا لعدد شهر يناير، الصادر عن مجلة «ذاكرة مصر المعاصرة»، بقلم دكتور، سامي صالح. وبعد أنّ تعافى الملك فاروق من الحادث، قرر بناء هذا المسجد ببلدة «القصاصين»، شكرًا لله على شفائه، وتخليدًا لذكرى إقامته في هذه البلدة، حيث تم إنشاءه بالقرب من كوبري «القصاصين» الذى يعلو الهويس، أما موضع المسجد فهو يشرف مباشرة على ترعة الإسماعيلية من الناحية الجنوبية، وبينهما الآن شارع. «حضرة صاحب الجلالة الملك الصالح المعظم فاروق الأول، ابن فؤاد الأول ملك مصر»، عبارةٌ كتبت على واجهة المسجد، حسب النقش الشاهدي الذى على قبره بجامع الرفاعي بالقاهرة. أما عن سبب الإنشاء بالتفصيل، تقول المستندات التاريخيّة إنه في يوم الخامس عشر من نوفمبر سنة 1943، تعرض الملك فاروق لحادث سير أثناء قيادة سيارته التى أهداها لهُ هتلر، عندما كان عائدًا من رحلة صيد، إذ اصطدم بعربة عسكرية تابعة للجيش الإنجليزي، انحرفت فجأة لدخول معسكر الانشاءات الهندسية، رقم 140، وتم نقله إلى المستشفى العسكري بالقصاصين. وبعد أن تعافى فاروق من الحادث، قرر بناء هذا المسجد بالقصاصين، شكرًا لله، وأثرًا باقيًا لإقامته بعض الوقت في هذه البلدة، بالإضافة إلى مجمع صحي، ويؤرخ لذلك نقش حجر الأساس الموجود على يمين الداخل، من الباب الرئيسي للمسجد، وقد نُفذ النقش على لوحة من الرخام، ويشتمل على ثمانية أسطر بخط الثلث والنسخ تعليق «الفارسي»، حيث يقول: «مسجد فاروق الأول بالقصاصين، في يوم الخميس الموافق 14 ربيع الأول سنة 1363، 9 من مارس سنة 1944، تفضل حضرة صاحب الجلالة، الملك الصالح فاروق الأول، حفظه الله، بوضع بيده الكريمة الحجر الأساسي لهذا المسجد، شكرًا لله على شفائه، وأثرًا باقيًا لإقامته جلالته زمنًا بتلك البلدة».
مشاركة :