يأسرك بشخصيته وحضوره وطلته المميّزة، ولغته البسيطة سليمة التركيب واللفظ والمعنى، وروحه التي يألفها ويأنس بها كل من حظي بصحبته ومتابعته، إنه الشيخ عبدالله المصلح حفظه الله. منذ طفولتي المبكرة، كنت أحرص على متابعة برنامجه في القناة السعودية الأولى، وليت ذاك الزمان الجميل يعود، أو ليعد إلينا شيء من جماله، لتسكن أرواحنا وتطمئن قلوبنا. تحية طيبة للمحاور المتمكن عبدالله المديفر الذي يُحسن اختيار ضيوفه، ويتقن فن الحوار وأدبياته، وهو من القلائل الذين تسعد بمتابعته، وبحسن لباقته، وعذوبة مفرداته. توقفتُ عند خلق رفيع تميّز به شيخنا الجليل عندما تحدّث عن صفاء القلب والتسامح، وأنه لا يضمر في قلبه أي حقد أو ضغينة لأحد حتى ولو أخطأ في حقه ترفّع عن ذكر أي أمر يسيء لشخص بعينه فأكرم بهذا الخلق، كم نحن بحاجة إلى بث هذه المشاعر الإنسانية، لأن الحياة قصيرة جدّاً، ولا تستحق أن نضيّعها في عداوات أو أمور دنيوية فانية، ويا حظ من امتلك قلبًا سليمًا يلاقي به وجه ربه جل في علاه. تأملت كلماته عندما يتحدث عن علم برع فيه وتمكن منه على مدار أربعين عامًا، إنه الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، تحدّث وأسهب في الحديث، وكأنه يتحدّث عن ابن من أبنائه. سيبقى عبدالله المصلح -حفظه الله- رمزًا من رموز الوطن الذي نفخر بعلمه وفكره وخلقه وأدبه، يتحدث عن الإعجاز العلمي بلغة يفهمها عامة الناس وخاصتهم، وتلك ملكة وهبها الله إيّاها، فاللهم أتمم عليه نعمتك. عندما كنتُ معلمة لمادة العلوم اتّخذت من مجلة الإعجاز العلمي مرجعًا هامًّا اطلع فيه على آخر مستجدات هذا البحر من العلم وضوابطه، وأبرز الأبحاث عبر المؤتمرات العالمية التي تعقد في كل أنحاء الأرض. تعلَّمتُ من هذه المراجع ما لم أتعلّمه في كتب العلوم. شغلتني أمور الدنيا كثيرًا عن الاطلاع على جديد هذا العلم، حيث كانت -ومازالت- روحي تشتاق لعلم يرتقي بها في ملكوت وعظمة الله. كنا نتصور أن قمة الإعجاز في خلق الإنسان وفي علم الأحياء فقط، ولكن مع التأمّل في عظمة الكون الفسيح ودقة صنعه، وجدتُ أن الإعجاز في الفلك والفيزياء يجعل الإنسان يشعر بضعفه وقلة حيلته، لولا أن تتداركه رحمة من الله وفضل، الذي سخر كل ما في هذا الكون من أجله. أختم كلماتي بما ختم به شيخنا حديثه مع المديفر عندما تحدث عن سمو الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم فقال عنه: هذا العَلمُ والمفكر والإداري الفذ، كم نتمنى منه أن ييسر الله على يديه تعليم أبنائنا وبناتنا هذا العلم في أروقة مدارسنا، الوقت متاح، والنفس البشرية لا هناء لها ولا راحة بعيدًا عن التأمّل في عظمة الخالق ووحدانيته، فالعلم توأم لا يفترق عن الدين عبر بوابته، تقوّي أواصر وعرى الدين الحنيف، فديننا دين الحياة والعلم، وعمار الأرض، وسموّ الروح. Majdolena90@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (65) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :