في هذه الأيام التي نعيش نسمع ونتابع جميعا بألم كبير ما تتناوله وسائل الإعلام عن شباب اختطف فكرهم وسخرت طاقاتهم للضرر بأقرب الناس لهم، والراصد لأعمارهم يجدهم في مقتبل العمر .. يحق لنا التساؤل متى تم تلويث أفكارهم بالتطرف والتكفير؟ ومن كرّه إليهم الحياة ودعاهم إلى الموت؟ ونحن كآباء وأمهات لا علم لنا بما حدث لهم. لكن وقفة أمام هؤلاء وبحثا بسيطا غير متعمق نجد أن غالبيتهم خرجوا من بيئات متشددة لا تعرف معنى للحوار الفعال وتبادل الآراء ولا الانفتاح على الآخرين. بيئات منغلقة رضيت أن تكون بعيدة عن متغيرات العصر وتطوراته وسلمت عقولها للأعداء المتطرفين، والمصيبة الكبرى إن كانت الأسرة هي من يغذي هذا الفكر، وخاصة الأم وهي الأكثر تأثيراً في أطفالها ومن لها سلطة مباشرة عليهم. تابعت كما تابع الملايين الفيديو الذي تم نشره من قبل مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني والذي عنون باسم: القاتل الخفي عن الفرقة التي يريدها الأعداء وما يخططون له منذ زمن بعيد، ليفرقونا سنة وشيعة، وقد نال استحسان المتابعين من الشباب الذين تستهويهم هذه اللغة الحوارية الإبداعية بعيدا عن أجواء المحاضرات المباشرة والندوات. الكلمة القصيرة المعبرة والصورة التي تحمل معنى وقيمة والفيلم الذي يتم إخراجه بأنامل شبابية مبدعة ووسائل التواصل الاجتماعي التي يسجل فيها شبابنا حضورا قويا هي وسيلتنا لسبر عقول هؤلاء الشباب بلغتهم التي يفهمون. مشكلاتنا واحتياجات شبابنا وكيفية استثمار طاقاتهم الفكرية والبدنية لابد أن تكون محور حديثنا ومحل اهتمام ذوي العقول الحكيمة من خبراء التربية وعلم النفس والاجتماع. هذا هو وقت الأفكار الابداعية بعيدا عن التقليدية في الطرح ومعالجة المشكلات، العدو يستثمر وسائل التواصل الحديثة ليستقطب شبابنا ونحن لابد أن نبادر بفكر مضاد عبر نفس الوسائل والحق لابد أن ينتصر في نهاية المطاف المهم اللغة التي نخاطب بها العقول لابد أن تكون مقنعة وتلامس شغاف القلوب والعقول معا. أرواح فلذات أكبادنا وعقولهم ودينهم أمانة في أعناقنا لنتحرك جميعًا من أجلهم ومن أجل أغلى وأقدس وطن. ـ Majdolena90@gmail.com
مشاركة :