فنلندا دولة صغيرة في أقاصي أوروبا، عرفت في التسعينيات إبان ثورة الاتصالات بشركة (نوكيا) التي كانت محتكرة السوق العالمي بمنتجاتها من أجهزة الجوال.. ذهبت نوكيا في أدراج آبل وسامسونج.. كانت فنلندا بمرتبة متأخرة بالتعليم.. وانكفأت على إصلاحه.. فصارت اليوم الأولى عالمياً في جودة التعليم.. اجتمع مؤخراً معالي وزير التعليم بوزيرة تعليم فنلندا، للاستفادة من التجربة الفنلندية التي تقوم على تأهيل المعلم بشكل كلي مع امتيازات كبيرة له.. واتباع التعلُّم بالمتعة عبر بيئة تعليمية جاذبة وماتعة جداً.. جديرٌ بالذكر ذهاب وفود وزارات مضت للتعليم لأوروبا واليابان للاستفادة من تجاربهم.. بصراحة ليس لنا من مخرج لآفاق رؤية 2030 إلا بتغيير نظام التعليم المتبع جذرياً، كوادر ومناهج، وهذا يتطلب المال والعقول، مخرجات التعليم اليوم هزيلة تزيد البطالة، وهذا كاهل ثقيل على الدولة والأمن والأسر.. حقيبة التعليم مثقلة بالبيروقراطية وتغلغل التقليديون عن كل بارقة تطور.. إذا شاهدنا جهاز كمبيوتر لوحي به تطبيقات المناهج بديلاً عن الكتب الورقية المزركشة صنعنا التجربة السعودية ووافق العلم سوق العمل.. وهناك خبر ممتاز لكنه يحتاج لوصاية، ونحن كمجتمع لا شيء نُجيده أكثر من وصايتنا فقط لله في الله! نُشر أن العام المقبل سيكون نقلة، وهو توزيع أجهزة لوحية (آيباد). بها المناهج محمّلة دون تدريب الطلاب أو حتى يدرس بمناهج الحاسب استخدام تقنيات الميديا وأجهزتها.. بل يدرسون الماسنجر والإيميل.. عموماً الأولاد يعلمون كل شيء عن التقنية وسيسيل لعابهم للآيباد.. ولو استلموها دون وصاية، كحظرها برمز سري لا يعرفه غير المدرسة وولي الأمر.. أو قوقل واليوتيوب سيندلع عليها الطلاب.. لأنهم ليسوا طلاب فنلندا.. فالطالب يتعلم بالمتعة من الصباح للمساء بعناية سبعة نجوم.. عموماً، وهذا خارج الموضوع، لو حصل ذلك فهل سيكبد الآباء بقيمة الأجهزة والمكتبات، ماذا سيحصل لها، هل ستصبح أثر بعد عين، أم ستزدهر بقطع غيار الكمبيوتر المضروبة وفنلندا هي التي وهقتنا. Twitter:@9abdullah1418 Asalgrni@gmail.com
مشاركة :