محمد عبدالسميع (دبي) شهدت أيام مهرجان دبي لمسرح الشباب أمس الأول عرضين مسرحيين، الأول «الليل نسي نفسه»، قدمته فرقة جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح، رغم أنه سبق إخراج النص نفسه في أيام الشارقة المسرحية، قبل أن يشارك في عروض «قرطاج» الدولي. وتميز العرض بالجرأة والمغامرة والتحدي من جانب المخرج الشاب إبراهيم القحومي، وذلك بوضع رؤية إخراجية مختلفة عن الرؤية التي تم تناولها من قبل بالنسبة إلى هذا العمل، وخاصة أن مؤلف المسرحية محمد الظنحاني قدم نصاً صعباً في تنوع شخصياته، وتعدد علاقاتها، وقدم نموذجاً لأسرة كل فرد فيها له اهتماماته وقناعاته وسلوكه. يضم العمل ثلاث شخصيات رئيسة إلى جانب «الجوقة»، هم حمد الضنحاني «الزوج»، عذاري «الزوجة»، والقحومي الذي جسد دور «الأخ»، في عمل قصد فيه عدم تحديد أسماء شخصياته، أو حتى مكان أحداثه، ربما لتأكيد عمومية حالاته الإنسانية. فالعمل يدعو إلى القلق، ولا يجيب عن تساؤل، بل يضعنا في إشكاليات عمقها في بساطتها، وهو فعلاً عمل يجلب المتاعب لأي مخرج يضع إطاراً وحلولاً للمحتوى الدرامي الملائم في تناول تلك الشخصيات على منصة الشباب. خاصةً وأن تجربة القحومي الإخراجية ما زالت في البدايات. مدلول العمل ينفتح على العديد من القضايا الاجتماعية المرتبطة بالزوجين، لنكتشف أنهما ضحية زواج تقليدي تم بناء على رغبة الأهل، مما جعلهما يعيشان غريبين تحت سقف واحد، وهي صورة من صور الخلل الاجتماعي المهددة للاستقرار الأسري. في الندوة التطبيقية التي أعقبت العرض، أشار الفنان بلال عبدالله إلى أنه لا يوجد عمل مكتمل يمكن أن يقدم على الخشبة، كما أن الفنان الشاب، سواء كان مخرجاً أم ممثلاً، أم فنياً، لن يُقدم الأفضل، في غياب النقد البناء. ... المزيد
مشاركة :