اتفق عدد من نجوم فن الكاريكاتير السعودي، المشاركين في معرض «كاريكاتير من مصر والسعودية»، الذي احتضنته القاهرة في الأيام القليلة الماضية، وشارك فيه (8) فانين سعوديين، أن معالجة القضايا الاجتماعية والإرهاب والتطرف تأتي في صدارة أولوياتهم، مشيرين إلى لـ»المدينة» أنه يحترم قيم المجتمع ولا يعمد إلى خدش الحياء بالكلمة أو الصورة. حيث أكد رئيس جمعية الكاريكاتير السعودية الفنان عبدالله صايل أن فناني الكاركتير السعوديين تصدوا للقضايا الاجتماعية، مثل التعليم، والزواج، والطلاق، والمخدرات، فضلًا عن معالجة الهم السياسي المتعلق بالإرهاب والتطرف الفكري وآثاره السلبية على المجتمع ومسيرة التنمية. مشيرًا إلى أن الكاريكاتير هو فن نقد الحياة بصورة ذكية معبِّرة، تعتمد على حركة وملامح الوجوه والخطوط والإشارات الدقيقة في مدلولاتها، وهو مادة صحفية مفضلة لجميع القراء. وبسؤاله عن مسيرة فن الكاريكاتير ودوره فى المرحلة المقبلة نوه «صايل» أنه حاضر بقوة لمواكبة التحديات الراهنة، لافتًا إلى أنه ليس حديث النشأة، وإنما تمتد جذوره إلى الماضي، وتكاد لا تخلو أي صحيفة من حضور للرسم الكاريكاتيري. ومن جانبه قال الفنان فهد الخميسي إن ما يميز فنان الكاريكاتير السعودي، تمسكه بمبادئ وقيم الدين وركائز العرف الاجتماعي التي تحتم احترام الانسان أيًا كان فردًا عاديًا او مسؤولًا، مع احترام ذوق المجتمع، ابتداء بالشكل أو الأسلوب الذي يؤدي به الكاريكاتير، أو بالمضمون الذي يخلو من أي عبارة أو جملة أو صورة صارخة، تخدش الحياء أو تسيء للمعنى بالفكرة، كما يعمل الكاريكاتير السعودي على جانب التوعية والتربية والتوجيه بطرق جذابة لا تخلو من الابتسامة والجذب والإثارة. وأضاف الخميسي بأن رسامي الكاريكاتير السعوديين أبدعوا في الرقي بهذا الفن بعد ما اكتسبوه من خبرة من الفنانين العرب والأجانب، وكونوا مدرسة خاصة بالكاريكاتير السعودي لصالح الحركة الثقافية والفنية رغم عزوف القارئ عن القراءة والمتابعة إلا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. وبدوره أشار الفنان سليمان المسيهيج إلى أن الصورة الكاريكاتيرية، رسالة من الفنان إلى المتلقي في سياق مشترك قائم على بنية الواقع الذي يعيشانه معًا، ومن هذا المنطلق فإن الفكرة الكاريكاتيرية تنقسم إلى عدة أنواع من بينها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وأكد أنه حين تتوفر التقنية والموهبة الفنية يتم تطويعها لإنتاج عمل فني مميز بكل المقاييس. ولفت المسيهيج إلى أن الفنان السعودي وصل إلى مرحلة من النضج الفني ما يؤهله في حال توفر دعم تقني ومادي لإنتاج أعمال فنية تخدم المجتمع، مؤكدًا أن للكاريكاتير الاجتماعي دورًا كبيرًا في نشر ثقافة الحوار المعتدل، بجانب دوره في التوعية الثقافية والتعليمية والصحية والرياضية.