التقنية لم توجد إلا لخدمة الإنسان، وهي من المبتكرات العلمية التي وفق الله الإنسان لاختراعها وتطويرها مع مرور الوقت، وهي في تقدم مستمر وتسخر لخدمة الإنسان فيما يسهل له كثيرا من مجريات حياته اليومية ــ على أن يستخدمها بالأسلوب الإيجابي والطريقة العلمية الصحيحة ــ فإن تجاوزت ذلك المسار الإيجابي إلى الاتجاه السلبي انقلبت الأمور إلى ضدها، وقد تكون وبالا عليه، أو تجر عليه كثيرا من الويلات والعواقب الوخيمة، حتى ولو كان استخدامه السلبي لها بشكل عفوي. ومن هذه الوسائل التقنية بعض وسائل الاتصال للتواصل الاجتماعي ذائعة الصيت المثبتة كبرامج على الهواتف المتنقلة، وأجهزتها الذكية المنتشرة على نطاق واسع، ليس لدينا، بل على مستوى العالم، فالبعض من فئات المجتمع، خصوصا النساء، يتساهلون في استخدامها ووضع صورهم بها بشكل عفوي دون التفكير في عواقب وضعها بهذه البرامج أو حفظها بالأجهزة الذكية، ولذلك عندما تفقد هذه الأجهزة أو تباع، أو تنتقل ملكية بعض البرامج المشهورة في التواصل لشركات عالمية أخرى لأغراض الربحية التجارية بعد دمجها، لنجد الدنيا تقوم ولا تقعد، والأغلب يعيش حالة قلق بسبب ما تحويه هذه البرامج من معلومات أو صور أو غيرها والتفكير بمصيرها إن كشفت لأي سبب، وهو قلق مشروع ومفروض، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة: لماذا توضع مثل هذه الصور في مثل هذه البرامج، وما الذي يدفع الإنسان أو الإنسانة لمثل هذا التصرف الذي يجعله في قلق مستمر وتفكير في مصير ما قام به من سلوك، ولماذا لا يأخذ من يتعاملون بمثل هذه البرامج العبرة والعظة ممن وقعوا فريسة للتشهير بهم أو ابتزازهم أو وقوع الضرر بهم؛ بسبب مثل هذه التصرفات التي لا طائل لها ولا فائدة منها، بل قد تجلب الضرر والكثير من المشاكل، وتخلق الشكوك، وتهدم البيوت، وقد تصل لأمور لا تحمد عقباه.
مشاركة :